بقلم : رئيس التحريرلا بد أن نعرف أن الأيام التي تمشي باتجاهنا ونمشي باتجاهها في تقلب وتحول وتبدل، وأنَّ منها ما هو لنا، ومنها ما هو علينا، فيوم فيه نُسَرُّ، وآخرُ فيه نُسَاء، كما علينا أن ندرك أن المرء هو من يضع لبنات مستقبله بيديه، فإنْ هو أحسنَ بناءها ورصف أحجارها رصفًا صحيحًا عادت إليه بالخير والنفع، وإنْ هو أساء بناءها وأفسد فيها كانت عليه حسرة ووبالًا.وإن للأمة بناءً تبنيه وتحميه، وهناك من ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على البنيان، فيكيد له المكائد حتى يراه أثرًا بعد عين، ويتخذ الوسائل المختلفة في الهدم ليشل الطاقات وينكث الغزل، ومن تلك الوسائل التي يتخذها التخويف والتهديد والوعيد.وقد أخذ مفتي النظام السوري أحمد بدر الدين حسون هذا الدور، دور الشيطان الذي يعمل على تخويف المؤمنين وتثبيط عزائمهم والاستهانة بقدراتهم، فخرج مرتديًا ثوب الشيخ المسكين المتألم على الأرواح التي أزهقت والدماء التي سفكت والبيوت التي هدمت، وهدد وأنذر، ليجعل أربابه وأولياءه ومعبوداته مصدر خوف ورعب، ومفتاح ذلنا وهزيمتنا، وليخلع على جنده سمات التماسك وصفات القوة، ويوقع في قلوب الثائرين الخوف من الجيش والوجل من بطولاته الطرزانية الخارقة كما تراها العين الحسونية.فحسون يريد أن يريَ الناس أن الجيش الفارسي السوري يستطيع إبادة الأرض ومن عليها واقتلاع الإيمان الراسخ في القلوب، ومحو كلمة الثورة من قاموس الشعوب العربية والمسلمة. هذا هو شيطان الإنس، شيطان النظام السوري، يزين الباطل للناس ويظهره بمظهر البريء، ويعِدُ جند وحزبه وأربابه وشبيحته بالوعود العرقوبية الزائفة، وما يعدهم حسون إلا كذبًا وغرورًا.وأمام قول قطب النظام السوري ” إنَّ بشار الأسد وجموع الشيعة قد جمعوا لكم ” ردٌّ عملي يدل على الخير والأمل، فإننا نجد الفئة الصادقة الثابتة على منهجها وكلمتها لم تلتفت إلى التهديدات والتخويفات التي تطلقها الأبواق، بل صمدت على الرغم من القصف والبلاء ونقص الأموال وغياب الأمن، فالثوار ماضون على الدرب الذي اختاروه لأنفسهم، مستجيبون إلى نداء ربهم موقنون أن قوتهم بإيمانهم وأن نصرهم مع صبرهم وأن مع العسر يسرًا.لقد جمع النظام ما جمع واستقدم جيوشًا إلى جيشه من لبنان والعراق وإيران، وجمع السلاح وشحن المرتزقة بالمال، فكانت المفاجأة: )فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(