لست هنا في معرض استعراض فعالية قامت بها جمعية شباب ساعد من خلال قيامها بغرس عدد كبير من الأشجار في ريف حلب الغربي، فلقد تمّت تغطية الخبر غير مرة من قنوات إعلامية عديدة . ولكن ما كانت لافتاً في هذه الحملة هو تلك الابتسامات التي رسمتها على وجوه شباب يافع أغرقت روحه نشوة البناء الذي شعر أنه بدأ يساهم بها .لقد كانت الحمولة القيمية للمفردة “فليغرسها” في أشد حالاتها إثماراً بعد أن ارتوت بعرق وآمال شباب يافع جميل بعفويته وبساطته وحبه للعمل، وإصراره على تحدي الحياة وهي تلقى الموت في كل يوم مرةً أو مئة مرة .شباب يتعلم كيف يكون متطوعاً، معطاء، مبادراً، صاحب همة ونشاط وجهد وعمل . شباب يرسم مشهداً لتاريخ يعتقد أنه قادم ليحدث الأجيال من بعده عنه ، هنا بدأنا ، هنا غرسنا أول فسيلة، وهنا كان اول طريق، وهنا كانت أول لبنة، تعلن مرحلة جديدة سنعيشها بحرية وعدالة وكرامة .“إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا” ، وهي تقوم كلّ يوم، ولكننا نُصرُّ على الحياة كلّ يوم إيضاً، نُصرُّ على البناء مهما حاولت ثقافة الإجرام أن تحرق وتدمر وتخرب، نُصرُّ على الأمل، و نُصرُّ على أننا قادرون .نعم سنفعلها كلّ يوم ، سنغرس كلّ ما تبقى من أحلامنا وذكرياتنا وحاضرنا الذي يحاصر كل شيء حولنا، سنغرسه شجرة صغيرة على طرف طريق طويل لتثمر نهضة ومستقبلاً لا يعرف الموت . المدير العام / أحمد وديع العبسي