وجّه رئيس جبهة الإنقاذ الوطني (فهد المصري) رسالة إلى الباحث والإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين وذلك تحت عنوان: “شكراً إيدي كوهين الإسرائيلي الذي هز عرش الأسد”.
وبدأ المصري رسالته بالقول: منذ عدة أشهر، و لا حديث للشارع السوري نظاماً و موالاة ومعارضة، إلا ما يكتبه و يقوله الداعية للسلام ، الكاتب والباحث الإسرائيلي د.إيدي كوهين حول سورية..هناك الملايين من السوريين الذين يبدأون يومهم و يختمونه، بالدخول إلى صفحة كوهين على تويتر، للاطلاع على آخر ما يكتبه، ولا يوجد اليوم جهاز مخابرات، و مراكز بحث و وسائل إعلام سورية وعربية وإقليمية، إلا و ترصد ما يكتبه، بل وحتى بشار الأسد نفسه، ومسؤولين كبار في المنطقة.
وأضاف: في تغريداته عن رحيل بشار الأسد،و طرحه تساؤل البديل عن الأسد، تجاوزت حدود الاهتمام بما يكتبه سورية و دول المنطقة، وأصبح الإعلام التركي والروسي أيضا، ينقل عنه ويبيني عليها العديد من التحليلات.
وتابع قائلاً: ظاهرة إيدي كوهين اليوم تستحق الدراسة والاهتمام ، فهو اليوم الشخصية الاسرائيلية الوحيدة، بل و الأكثر شعبية، وتأثيرا في الرأي العام سورية، وفي سائر الدول العربية والاسلامية.
وأردف: لا أنكر أنني استفدت من تغريدات كوهين، و تساؤله عما إذا كنت البديل عن الأسد، فقد كانت فرصة حقيقية لتسويق مشروعي السياسي لسورية الجديدة، والذي يتضمن مسألة السلام مع دولة إسرائيل، والذي أعمل له منذ خمس سنوات، لاسيما أن خطابنا للسلام مع إسرائيل عام 2016 يعتبر الأول من نوعه منذ خطاب الرئيس الراحل والبطل أنور السادات، منذ أكثر من أربعين سنة.
وأكد أنه لم يرشح نفسه لمنصب سياسي وذلك بقوله: لم أرشح نفسي لأي منصب سياسي كان، و كوهين أيضا لم يقل أيضا أنني مرشح إسرائيل، لكن تغريداته و الواقع المؤلم الذي يعيشه السوريون، وحالة ومسيرة الفشل الذريع، لمن تصدروا المشهد السياسي المعارض، دفعت بأغلب السوريين للبحث والتعرف على مشروعنا السياسي، وخلق ذلك شرائح واسعة فاقت كل التوقعات للمؤيدين لمشروعنا السياسي، وفكرة السلام مع إسرائيل، ولأول مرة في تاريخ سورية يتجرأ الآلاف من السوريين، للتعبير عن رغبتهم في السلام مع إسرائيل، بل إن العشرات من السوريين رفعوا شعارات في الداخل السوري، وفي الخارج تطالب بالسلام ،و تؤيد مشروعنا،ولأول مرة يجمع قسما كبيرا من السوريين، ويلتفون حول شخصية سورية معارضة، وهذا بحد ذاته تقدم ومسار مهم للغاية يبنى عليه.
ثانياً ليس مهما اسم البديل، فالمهم هو أنه للمرة الأولى جميع السوريين، بمن فيهم موالاة الأسد ، ترسخت لديهم أخيراً فكرة البدائل عن الأسد، وأنه راحل وفي أمد قريب.
رغم أني معارض للنظام منذ أكثر من ثلاثة عقود، والكثير من السوريين يعرفوني، إلا أن تغريدات كوهين سمحت لنا في جبهة الإنقاذ الوطني، قياس الرأي العام السوري لدى شرائح واسعة، ومستويات مختلفة و متنوعة، من جميع المحافظات والمناطق، ومن مختلف الفئات العمرية، و التوجهات الدينية والقومية والثقافية، وفوجئنا بالكم الهائل من الشعبية، التي نحظى بها حتى في قلب معاقل الأسد، في الساحل السوري ،ومن لا يعرفنا بات يسأل.
رؤيتنا السياسية المنفتحة على الجميع، سمحت أيضا معرفة مواقف الأطراف الشعبية والسياسية الكردية ،ووجدنا أيضا نتائج مشجعة للغاية، تفوق كل التوقعات.
ونوه أن كوهين استطاع بزمن قياسي، تحريك الملف السوري، من حالة الجمود إلى حالة الحركة وفي أعلى المستويات، و زرع فكرة البديل والسلام مع اسرائيل، لدى جميع السوريين، و حرك بكلامه جميع اطياف المعارضة السورية، التي باتت تلهث للحاق بالركب، خشية أن يفوتها القطار، رغم أننا قلنا مراراً أننا لن نقصي أحداً في المشروع الوطني، الذي نعمل له و لأجله.
كما استطاع كوهين بحسب المصري بناء جسر للتواصل والحوار بين الشعب الاسرائيلي والشعب السوري، وشعوب المنطقة، وهو اليوم القناة الشعبية للتطبيع، واستطاع ولاول مرة منذ عام 1948 تحطيم الجدار النفسي والمحرمات، لدى العرب في الحوار مع الاسرائيليين.
لدى اسرائيل قوتان لا يستهان بهما، هما جيش الدفاع والموساد، واليوم يضاف لهما قوة ثالثة وهي ايدي كوهين، وإن كان لدى العرب تأثير في الرأي العام مثل قنوات العربية والجزيرة وغيرها، فإنه لدى اسرائيل ايدي كوهين نتمنى ان نرى امثال كوهين في الكنيست و الحكومة.
وشدد على أن كوهين فعل كفرد ما لم تقم به أجهزة ومؤسسات داخل اسرائيل، للتقارب مع الشعوب العربية والمسلمة، ونجح في إيصال رسالة اسرائيل.
دون شك لا نتفق بالرأي مع كل ما يكتبه كوهين، لكن بالتأكيد نحترم صراحته و عفويته، حيال الكثير من القضايا أغلب الشعوب العربية تتعاطف مع كوهين فالجميع يعلم أن حزب الله قتل والده في جريمة بشعة، و الجميع يعلم صدق كوهين، في عدائه لإيران و حزب الله ونظام الأسد.
في كثير من الاحيان تصريحاته صادمة، لكن المتتبع لمضمونها يدرك أمرين هامين جدا الأول نسبة الدقة الهائلة في أغلب المحتوى الذي يقدمه، و صدق عواطفه تجاه جيرانه من الدول ثانياً.
بعد تغريدات كوهين عن رحيل الأسد، و طرحه لمسألة البديل، تتابعت وتسارعت الأحداث حول الملف السوري، ولأول مرة بدأ الإعلام الروسي يهاجم الأسد صراحة، و صدر قرار رسمي بتحميل النظام السوري جريمة استخدام السلاح الكيماوي، و صدر قانون قيصر، وتم البدء بتنفيذه، وحصل الإنقسام داخل عائلة الأسد ومخلوف مع اندلاع الحرب مع ابن خال الأسد وصندوق ثرواته، وشهد الاقتصاد السوري انهيارا غير مسبوق، وانخفضت قيمة الليرة السورية لمستوى فلكي، وتفجرت المظاهرات السلمية في محافظة السويداء وفي حوران، ولأول مرة تمكن السوريون من التظاهر ضد العصابات المتأسلمة والإرهابية في محافظة إدلب.
لأول مرة في تاريخ سورية ترسخت لدى السوريين فكرة وجود البدائل عن الأسد ونظامه سعى النظام لتشويه فكرة البدائل بإطلاق عدد من الشخصيات الكاريكاتورية والموتورة الإعلان عن تأسيس حراس العهد الوطني لطرد إيران وأدواتها لقاء بوغدانوف بالشيخ معاذ الخطيب لقاء الروس مع شخصيات وطنية من أبناء الطائفة العلوية المعارضة انطلاق عمليات الاغتيالات والتصفيات لشخصيات كبيرة داخل النظام لأول مرة العلويون في الساحل وعلنا يؤكدون ان عائلة الاسد منبوذة ويشتمونها النظام وحلفائه في مأزق في سورية والنظام يفتش عن مصادر دعم مالي مثل حملات تبرعات عبر السفارات وطلب تصريف ١٠٠ دولار من كل مغترب فرار نحو 80 ضابط وانشقاقها تفاقم أزمات الغاز والخبز والدخان الولايات المتحدة تعلن ان النظام على وشك الانهيار هذا بعض مما حصل حيال الملف السوري بعد تغريدات كوهين.
وختم: صحيح أن الأسد لم يسقط بعد في تموز/ يوليو كما ورد في تغريدات كوهين لكن دون شك أن وباء كورونا لعب دوراً في تأخير ذلك، و من يتتبع الأحداث والتحركات الاقليمية والدولية، سيلمس أيضا دون شك، أن عرش الأسد اهتز، وأن موعد رحيله في أفق قريب وقريب جداً.
لا يمكن بناء سورية جديدة إلا بدفن الأسد مع شعارات وأوهام المقاومة والممانعة وبناء مرحلة تاريخية جديدة للمنطقة تقوم على السلام وثقافة السلام والعيش المشترك و طرد إيران وأدواتها.