أسمى الملاح |
بهدف ترسيخ اللغة العربية لدى جيل الأطفال السوريين الناشئ في بلد المهجر، الذي اضطرت عائلاتهم للجوء هربًا من ويلات الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من 8 سنوات، كانت مبادرة تعليم اللغة العربية لهؤلاء الأطفال من أهم النقاط التي سعت إليها مبادرة “زيد بن ثابت” في جامع “أبو بكر الصديق” في مدينة كولن ” Köln” في ألمانيا بإشراف المدرس “محمد عبد الكريم”، وبالتعاون مع عدد من المهتمين بتدريس اللغة العربية.
وفي هذا الصدد قالت “جمانة” وهي معلمة اللغة العربية ضمن تلك المبادرة لحبر: “لقد سمعت بالمكان من إحدى الصديقات أنهم بحاجة إلى معلمة في المركز قبل سنتين، وتقدمت للمبادرة وتم قبولي”.
وأضافت أنه “يوجد أعمار مختلفة من الأطفال معظمهم من الجالية السورية، وهذا أمر جيد بحكم أن الأبوين عربيين ويمارسون اللغة في بيوتهم بشكل مستمر”.
وبالحديث عن طرق التعليم المتبعة أوضحت جمانة أنه “يتم اتباع منهاج دراسي مقسم على مدار السنة، ويوجد فصلان دراسيان واختبارات ووظائف أسبوعية لمعرفة مستوى الطالب هل هو في تقدم أم يحتاج لإعادة المستوى، وهذا يرجع لاختلاف الأعمار والفروقات الفردية، ومن ثم يتم رفع اسم الطالب الناجح للتكريم، وهكذا نسهم في ترغيب الطفل للغة العربية وعدم النفور منها”.
ولم يقتصر الأمر على اللغة العربية، بل أشارت المعلمة (جمانة) إلى القيام بنشاطات متعددة “ففي حال وجود مناسبات دينية يتم عرض فيلم تعريفي كرأس السنة الهجرية والمولد النبوي، وتعريف الأطفال بهذه المناسبات وأعياد المسلمين كعيد الفطر والأضحى، يضاف إلى ذلك تقديم هدايا رمزية أو تم صنعها يدويًا كـ (فانوس رمضان) للتعبير عن الفرح، وفي بعض الأحيان نقوم بالفطور الجماعي للأطفال بهدف غرز فكرة التعاون ومشاعر الأخوة والمشاركة بين الأطفال”.
ورغم أهمية تخصيص مركز لتعليم العربية مجهز بكافة الوسائل إلا أن الدعم للمؤسسة في “المسجد” هو دعم غير ممول ولا توجد أي جهة مسؤولة عنه.
وفي هذا الجانب أضافت جمانة بقولها: “النفقة الخاصة على حسابنا، ولا يوجد جهة داعمة، لكن بعض الأهالي تساهم برسم مالي بسيط شهريًا لتغطية نفقات الحاجيات الأساسية للأطفال، وأتمنى مع الأيام أن يصبح الدعم مالياً كما هو معنوي “.
ويلقى تعليم اللغة العربية ترحيبًا واسعًا من قبل الأهالي وردات فعلهم إيجابية كما وصفت جمانة: “الأهالي ملتزمون معنا في حضور أولادهم لدروس اللغة العربية والآداب الإسلامية وحفظ القرآن، ويعد ذلك نجاح استمرارية المؤسسة؛ لإدراك الأهالي أهمية اللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم، لكن بعض الأحيان يتذمر بعض الأطفال كونهم في بلد أجنبي ولا يدركون قيمة اللغة العربية وهذا أمر مؤسف قليلاً”.
وأشارت إلى أن “المبادرة تهدف إلى عدم طمس هوية اللغة العربية عند العرب المقيمين في ألمانيا وأوروبا، وأن على الإنسان الاعتزاز بلغته العربية كما يفعل جميع الناس في كل البلاد فهم، وإن أتقنوا لغات أُخرى، فلا يتحدثون إلا بلغتهم الأم فما بالنا إن كانت لغتنا هي لغة القرآن الكريم؟”.
ولدى سؤالنا للمعلمة “جمانة” عن ردات فعل الألمان والوسط الاجتماعي أخبرتنا بود، أن “الألمان ليس لهم علاقة بما نقوم به من نشاطات، فهم يحترمون الثقافات والأديان الأخرى، وفي بعض الأحيان يكون لديهم رغبة بتعلم بعض الكلمات “.
ووسط كل ما ذكر، تبقى اللغة العربية خير اللغات والألسنة، إذ إن السلف كانوا يؤدبون أولادهم، واللسان العربي شعار الإسلام، وأقل واجب تجاه أطفالنا تعليمهم لغتهم فهي لغة أهل الجنة.