حمزة عبد الله |
يخرج المواطن أحمد البصل (30) عامًا، من بلدة كفروما جنوبي إدلب، في صباح كل يوم، ويتجه إلى مدينة كفرنبل القريبة من بلدته مُنتظرًا وصول السيارات التي تمتلئ بمادة “الحويش”، القادمة من بلدات جبل الزاوية وسهل الغاب.
وبعد أن تفرغ كامل السيارات حمولتها من “الحويش”، يشتري أحمد عددًا من الأكياس المليئة به، ويتجه إلى بلدته من أجل بيعها للمواطنين الذين يُقبلون بشكل كبير على شراء هذه النباتات البرية التي تنمو في المناطق الزراعية والحراجية في قرى وبلدات كل من جبل الزاوية جنوب إدلب وسهل الغاب غرب حماة.
ويقول (أحمد) في حديثه لصحيفة حبر: “إن بيع هذه النباتات في قريتنا يوفر دخلاً وموردًا للعيش في ظل الوضع المعيشي الصعب ، فأنا لا يوجد لدي عمل ثابت يؤمن لي دخلاً كل شهر.”
وأضاف في حديثه أنه في كل عام، وفي بداية فصل الربيع، يتزايد نمو “الحويش” بشكل كبير في المناطق الزراعية والحراجية، حيث إنهم يشترونه من التجار الذين يبيعونه لهم بأسعار تختلف من صنف لآخر، فكل صنف له سعر مختلف عن الآخر، فمثلا يتراوح سعر الكيس أو كما يسمونه “الشوال” من مادة “الخبيزة” ما بين 1000 إلى 1200 ليرة سورية.
وعن أصناف “الحويش” التي تُعد من النباتات التي يتم طهوها في المنزل بعد شرائها أو قطفها من الحقول الزراعية أو الأراضي الحراجية، تقول (أم أحمد) وهي سيدة من مدينة كفرنبل لصحيفة حبر:” الحويش هي النباتات العشبية التي نقوم بقطافها من الحقول المجاورة للمدينة، ففي مدينة كفرنبل تُعد أكلة الحويش من المأكولات الربيعية، وذلك لتزامن نموها وقطافها مع هذا الفصل، اليوم هناك قسم كبير من الأهالي يشتري الحويش من الباعة المنتشرين في المدينة، ولا يضطرون لتنظيفه بل يتم طبخه بشكل مباشر”.
وتضيف” أم أحمد” بأنه توجد عدة أنواع من “الحويش”، ومنها “الخبيزة، والشرينيكة، والسلبين، والدردار، والشنطيرة” بالإضافة إلى أصناف أخرى قد تبدو أسماؤها غريبة جدًا.
ويُفضل قسم من المواطنين في قرى وبلدات ريف إدلب عملية البحث عن “الحويش” وقطفه دون شرائها من الباعة في قراهم وبلداتهم، وبعد الانتهاء يقومون بتنظيفه وغسله قبل أن يتم طبخه، كما يُعد “الحويش” من الوجبات المفضلة للكثيرين.
وتشتهر قرى وبلدات ريف إدلب بهذا النباتات الفريدة من نوعها، ويعمل عدد كبير من الرجال والنساء على حدٍّ سواء في عملية البحث عن هذه النباتات وبيعها، وتعتبر مصدر رزق للكثيرين.
(أحمد البصل) أردف في حديثه لنا عن أسعار الحويش وتأمينه دخلاً بسيطًا للعاملين به قائلاً: ” الأسعار التي يباع بها الحويش ليست غالية إلا أن الإقبال الكبير من قبل الأهالي للشراء يجعلني أبيع كامل الحمولة التي أشتريها”.
ويعمل الكثير من المواطنين في العديد من قرى وبلدات ريف إدلب في بيع “الحويش” ليؤمنوا جزءًا من المصاريف الكبيرة التي تحتاجها أي عائلة، وخصوصًا في ظل عدم توفر فرص عمل كافية وتدهور الوضع الاقتصادية للكثير من العائلات في الشمال السوري.