عبد الحميد حاج محمد |
لم يدع السوريين مجالاً إلا وأبدعوا وعملوا فيه خلال سنوات الحرب، فأبدعوا في عدة مشاريع صغيرة كي يكسبوا لقمة عيشهم، سواء أكانت تلك المشاريع فردية أم جماعية، كبيرة أم صغيرة حسب إمكانيات صاحب المشروع.
(إبراهيم محمد) شاب سوري يعيش في الشمال المحرر صاحب مفقسة بيض، ابتكر طريقة لتفقيس البيض تُغني عن الكهرباء نظرًا لانعدام التيار الكهربائي في الشمال المحرر، وقد نجح مشروعه.
وفي لقاء مع صحيفة حبر يقول إبراهيم عن بداية مشروعه: “فكرت كثيرًا بافتتاح مشروع يخصني كي أستفيد منه، ولأن هواياتي البحث والتصنيع سمعت عن المفاقس ما دفعني للبحث والتعرف عليها عن قرب، بعد ذلك قمت بشراء الأدوات اللازمة لإنشاء مفقسة وطبقتها في البيت على هيكل براد منزلي، ونجحت تجربتي الأولى لكن لم تحقق نسبة إنتاج كافية، ولم تُحقق النتائج المرجوة، ما جعلني أعيد النظر في المشروع، فقمت بإعادة شراء قطع أكثر تطورًا وحداثة من المرة الأولى، وتم تجريبها فكانت النتائج أفضل بنسبة 90% قياسًا على نسبة الإنتاج.”
سبب انقطاع التيار الكهربائي دفع إبراهيم لتشغيل المفقسة بواسطة الطاقة البديلة، وهي الطاقة الشمسية عن طريق البطاريات، وهذا لم يكفِ، لأن البطاريات ينتهي شحنها ليلاً فاضطر لتشغيل المولد الكهربائي، وهو ما سبب إسرافًا بالوقود.
ليبتكر إبراهيم طريقة تغني عن المولد والوقود.
طريقة مُبتكرة في المشروع:
يتابع محمد حديثه: “أول المشروع كنت أشغل المفقسة بواسطة البطارية وهي غير كافية لتشغيل وشائع المفقسة، فاضطررت لتشغيل المولد الكهربائي، حيث إن البيض إذا انقطعت عنه الوشيعة يتعرض للتلف، فقمت بالنسخة الأخيرة بتطوير عمل المفقسة وشغلتها بواسطة الطاقة الشمسية_المائية (المياه الحارة) وذلك باستخدام التدفئة المركزية التي تعتمد على المياه الحارة التي تنتقل إلى الوشائع وتسبب إلى البيض، مما يُحافظ عليه داخل المفقسة، وهذا ما جعلني استغني عن تشغيل المولد الكهربائي وخسارة الوقود، فصار مشروعي بيئيًا كاملاً على الطاقة الشمسية والمائية.”
لقد نجحت فكرة إبراهيم وبدأ بإنتاج الطيور بمختلف أنواعها من الدجاج والسمان، ويطمح إلى أن يُنتج طيورًا ثمينة ونادرة.
وبحسب قول إبراهيم فإن البيوض بعد تفقيسها تحتاج إلى رعاية في حضانات خاصة لمدة تتجاوز الأسبوع، وبعدها يتم إخراجها إلى العنابر ليتم تغذيتها وتسمينها حتى تصبح جاهزة للإنتاج أو الذبح.
صعوبات واجهت مشروع إبراهيم:
يقول: “أهم الصعوبات كانت بانقطاع التيار الكهربائي، لكن الحمد لله نجحت في التخلي عنه، أما الآن فإيجاد بيوض ملقحة هو من أهم الصعوبات، كون البيوض حتى تفقس يجب أن تكون ملقحة، وإيجاد مزارع مضمونة أمر صعب.”
مثل تلك المشاريع كثيرة في الشمال المحرر، نجح فيها البعض والآخر يسعى للنجاح، وهي تُؤمن لصاحبها مورد رزق، وتُثبت للعالم أن السوري لا يحتاج أحدًا، إلا أن أهم الصعوبات التي يواجهها أصحاب المشاريع هي عدم توافر المواد اللازمة لمشاريعهم، وارتفاع أسعار بعض المواد، وصعوبة الحصول عليها من الخارج.
يختم إبراهيم محمد بقوله: “أتمنى توسيع مشروعي ليصبح مزرعة كاملة تعتمد في تشغيلها على الطاقة البيئية دون مساعدة أحد، وأدعو السوريين لإنشاء مشاريعهم كي يستفيدوا ويفيدوا.”
تبقى تلك المشاريع الفردية في الداخل هي الملاذ الوحيد للناس بسبب كثرة اليد العاملة وقلة العمل، وهي خيرٌ من مغادرة البلاد، فمثل هذه المشاريع تنفع صاحبها والمجتمع.