في المساء دخل العم أبو منتصر إلى بيت صغير نزح إليه قبل أيام …كان منهكًا من الوقوف طوال اليوم وراء ( بسطة ) الخضار بعد أن كان صاحب متجرٍ لبيع الأدوات المنزلية في حلب قبل الثورة …ولكنَّ الثورة وضعته في قائمة الاختبار , فالله تعالى إذا أحبَّ عبدًا ابتلاه ..وما كان من العمّ أبو منتصر إلا أن قال ( حسبي الله ونعم الوكيل ) .ووقف بجوار ( بسطة ) الخضار في زاوية شارع مكتظٍّ بالنازحين راضيًا مبتسمًا …!! زوجته أيضًا راضيةٌ مبتسمةٌ وقد استقبلته هذا المساء برائحة عطرٍ طيّبة , وحين سألها عن آخر الأخبار , قالت بحماسة :تخيّل في تركية يرشّون المتظاهرين بماءٍ غيرِ صالحٍ للشّرب لتفريقهم …!! ضحك العمّ أبو منتصر متألمًا فقد تذكر ابنه الذي استُشْهِدَ في إحدى المظاهرات وقال والدّمع المحبوس يخنق صوته 🙁 الحمد لله في سورية يرشّون المتظاهرين برصاصٍ صالحٍ للقتل ويمنحونهم وسامَ الانتقال إلى جنّة السماء ) .جاد الغيث .