أحمد نعسان |
في أخطر منطقة في العالم تتوقف الحياة رويدًا رويدًا وتغلق نوافذ الأمل والحياة في ريف إدلب الجنوبي، حيث تسببت الحرب بإغلاق كافة المدارس بعد حملة القصف الممنهج الذي استهدف المدارس والمراكز التعليمة بشكل متعمد، ممَّا أدى إلى فقدان الطلاب حقهم بالتعليم الأساسي.
إغلاق المدارس تسبب بنزوح مستمر وانقطاع متواصل للطلاب، مما دفع بعض المدرسين للبحث عن بدائل انهيار التعليم واستكماله.
(علاء العلي) أحد مدرسي مادة الفيزياء بريف إدلب الجنوبي، يقوم بمبادرة شخصية وبجهود متواضعة من خلال وضع بدائل عبر نشر دروس متواصلة لطلاب الثانوية العامة في قناته على اليوتيوب، ويرى في هذه الخطوة تجاوبًا جيدًا وطريقة فعَّالة تكافح تدمير العملية التعليمية.
ويضيف (العلي) في لقائه مع صحيفة حبر: “إن العملية التعليمة تدمرت بشكل كبير بسبب انعدام دعم المنظمات لتعليم في الشمال السوري، إضافة إلى الاستهداف المباشر والمعتمد للمدارس من قبل الطائرات الروسية والسورية، ما أدى ذلك إلى توقف العملية التعليمة بشكل كامل في ريف إدلب الجنوبي.”
ويتابع (العلي): “نحن المدرسين من واجبنا المتابعة مع طلابنا في مراحل النزوح وفي ظل الحالة السيئة التي حلت بهم، قمت بمبادرة وهي عبارة عن متابعة تعليم عن بعد عبر وسائل التواصل الاجتماعية (اليوتيوب) حيث أنشأت قناة على اليوتيوب لمتابعة الطلاب من أي مكان قد نزحوا إليه في ريف إدلب الشمالي، فقمت بتثبيت كاميرا أمام سبورة في صف ومدرسة فارغة، وصرت أبدأ بشرح الدرس وتسجيله في مقطع فيديو، ومن ثم أقوم بطريقة مونتاج بسيطة ليتم نشره على قناة اليوتيوب التي أسميتها: (مدرس الفيزياء والكيمياء علاء العلي).”
ويضيف (العلي): “هذه القناة تكافئ تمامًا وجود مُدرِّس أمام طلابه في الصف، وقد لاقت هذه المبادرة متابعة وأهمية جيدة من قبل الطلاب الذين بلغ عددهم في متابعة القناة (1000) طالب.”
يتابع (العلي): “أسجل الدروس رغم المخاطر الأمنية المحدقة التي أوجهها وتواجه الجميع بكل ثبات وعزيمة، لأن هدفه بناء الإنسان التي حطمته آلة الحرب، إذ في كثير من الأحيان يكون الطيران في السماء يحلق فوقي، حتى إنه في مرة من المرات استشهد 13 شخصًا أثناء تنفيذ الطيران بالقرب من المدرسة، إلا أني لم أتوقف ومُتابِع في سبيل إفادة جميع الطلاب الذين يتابعون دروسي.”
(محمد رحال) أحد طلاب الثالث الثانوي من ريف إدلب الجنوبي يقول: “بسبب كثرة القصف اضطررت للنزوح من بلدتي وأصبحت أتابع دروس الأستاذ (علاء العلي) عبر اليوتيوب، حيث إنني استفدت بشكل كبير، كما كنت أستفيد في المدرسة، قمت بتطبيق وحل المسائل وأتباع الخطوات التي يشير إليها الأستاذ في كل مرة.”
ويرى الطلاب أن لهذه الدروس قيمة عالية جدًا تساهم بالتخفيف من الانقطاع عن المدرسة، وهي وسيلة فاعلة لاستمرارهم بالتعليم في فترة النزوح والقصف المتواصل.
ويختم (العلي): “يبدو أن بدائل التعليم عن بعد عبر وسائل التواصل الاجتماعي سوف تبقى الأفضل في ظل توقف العملية التعليمة ريثما تقرر دول العالم إنهاء مأساة إنسانية لطالما شاركت بصنعها عبر صمتها عن جرائم نظام الأسد والمحتل الروسي.”
رابط قناة المدرس علاء العلي:
https://www.youtube.com/channel/UC3QRP1nJhnBrIulqCU6C2BA