لمى السعود |
ما بين مدينة أعزاز ومارع، وقرية الغزاوية، بدأ طلاب الكليات والمعاهد التابعة لجامعة حلب الحرة بريف حلب الشمالي امتحاناتهم بتاريخ 28/يونيو 2020م، وذلك بعد تأجيل امتد على مدار فصلين دراسيين.
وبعد مضي أسبوعين من استئناف العملية الامتحانية، سُجلت الإصابة الأولى بفيروس (كورونا) شمال غرب سورية في معبر (باب الهوى) الحدودي مع تركيا، لكن جامعة حلب الحرة، استمرت بالعملية الامتحانية بمركزي (أعزاز، ومارع) مع مراعاة إجراءات الوقاية، بينما أُغلق مركز (الغزاوية) الامتحاني، الذي فرض واقعًا جديدًا تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية التي أدت إلى صعوبات مضاعفة على طلاب ريف حلب الغربي.
يقول (محمود قريوي) طالب بكلية التربية لصحيفة حبر: “إن تكلفة التنقل زادت من أعبائنا، فضلاً عن مشقة الطريق بين غرب حلب وأعزاز مكان تقديم الامتحان، فضاق الوقت علينا في مراجعة المواد الدراسية، إضافة إلى أننا نتعرض لتعب جسدي ونفسي يؤثر على الحفظ وتثبيت المعلومات.”
وقد قررت إدارة المعابر التي تربط ريفي إدلب وحلب إيقاف حركة المرور، إلا أنه بعد ساعات من يوم أمس الجمعة، أصدرت المعابر قرارًا يسمح بالمرور على المعبر لأصحاب الموافقات الخاصة الصادرة من المجالس المحلية لمنطقة الحكومة المؤقتة، وحكومة الإنقاذ في إدلب تتضمن: (طلاب المدارس-الامتحانات – موظفين – منظمات إنسانية) على أن تحمل إذن مسبق من الجهات المذكورة أعلاه.
إن التخوف من انتشار جائحة كورونا، ألقى بظلاله الثقيلة في عموم الشمال المحرر، لاسيما أن العملية الامتحانية لم تتوقف، يُعبِّر (قريوي) عن تلك المخاوف وحالة الإرباك، قائلاً: “الاختلاط ضمن الجامعة أمر خطير، نظرًا لوجود الطلاب بكثرة في قاعات الامتحان وممر الجامعة، وغيرها ..، يجب أخذ الأمور بجدية ووعي، وارتداء كمامات، وضرورة استعمال المعقمات بمواظبة وانتظام، وأخذ أقصى الأسباب، كي لا نكون سببًا في نقل الفيروس”.
لكن لتكثيف المواد الامتحانية بثلاثة فصول متتابعة، أثره السلبي على تركيز الطلاب، ومتابعة امتحانهم بيسر وسهولة، (محمد باكير) أحد طلاب كلية الطب البشري، يلحظ ذلك الأثر، ويقول: “نحن الطلاب نواجه صعوبات في هذه الخطة، بسبب ضيق الوقت من جهة، وضخامة المناهج من جهة أخرى، وتكثيف إعطاء المحاضرات من أجل إنهاء المقررات المعتمدة، ذلك كله سبب تراكمًا لمحاضرات كثيرة، يُطلب منَّا حفظها في فترة وجيزة تنتهي بتاريخ ٢١ / ٧ /٢٠٢٠م، الدورة الامتحانية للفصل الدراسي الثاني”.
أما عن سير العملية الامتحانية، فيرى (باكير) فيها إيجابيات، أوضحها: “الامتحانات تجري بشكل أكثر من جيد، من حيث تنظيم القاعات، وتوزيع الطلاب، وكادر المراقبة، والانضباط جيد جدًا، والقوانين صارمة لأي محاولة غش أو ما شابه، ويكفي إحضار الثبوتيات كالبطاقة الجامعية شرطًا لدخول قاعة الامتحان، مع الحرص على توفير جو هادئ بعيدًا عن الضوضاء، وكل ما يشتت انتباه الطالب، إضافة إلى أخذ الإجراءات الاحترازية الوقائية من كورونا”.
وبما أن تطبيق الإجراءات الوقائية يقع على عاتق الكادر التدريسي والإداري، أكدت (الدكتورة رنيم اليوسفي) دكتوراه في قسم المناهج وطرائق التدريس لصحيفة حبر، وجودَ إجراءات السلامة، قائلةً: ” إن أجواء الامتحانات راعت التباعد الاجتماعي، والقواعد الصحية، من ارتداء الكمامات، إلى تعقيم المبنى الامتحانية، وقياس الحرارة للطلاب قبل الدخول إلى قاعة الامتحان، ووضع علبة معقم لكل طالب، مع عبوة مياه باردة خاصة به”.
وعن الصعوبات، التي تواجه الكادر التدريسي بسبب ضغط الامتحانات، وكتابة الأسئلة، وتصحيح المواد الامتحانية، قالت (اليوسفي) : “لا يوجد صعوبات تذكر، فالطلاب الآن يقدمون الفصل الثاني، ثم لدينا فترة شهر للتصحيح، يليه امتحان الفصل الأول، والهيئة التدريسية كانت قد أعدت أسئلته قبل التأجيل، وبناءً عليه لا يوجد لدينا ضغط كبير، ولا عبء يذكر، بسبب المساحة الجيدة بين الفصول الثلاث.”
تختلف الأسباب والصعوبات في سير العملية التعليمية والامتحانية في جامعات شمال غرب سورية، إلا أن الطلاب لم يتوقفوا عن طلب العلم، رغم القصف والتهجير والوباء العالمي الجديد، ولم يثنهم ذلك كله عن المضي في سبيل الوصول إلى طاقات بشرية متعلمة ومثقفة وواعية، تحمل همَّ سورية المستقبل، التي من أهم دعائمها العلم والتعلم.