بقلم : أنس إبراهيم قال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا …..”قال عبد الله بن مسعود وغيره من السلف رضي الله عنهم: إذا سمعت الله يقول: “يا أيها الذين آمنوا” فأرعها سمعك فإنها خير يأمر به أو شر ينهى عنه.ولذلك قبل أن نتلو آيات الله عليك ونخوض في تفسيرها وتأويلها لنصل إلى المراد الذي يريده الله تعالى، استوقفني هذا الخطاب الذي يُنادى فيه قومٌ مخصوصون بالتوجيه والإرشاد، و قبل أن نبحر بين دفتي القرآن الكريم لا بدَّ لنا أن نعرف أولاً منْ هو المُنادي ومَنْ هو المُنادى، ومَنْ هو المُخاطِبُ ومن هو المخاطَب، ومن هو المُخبر قبل أن نعرف ما هو الخبر.فالذي يوجه هذا النداء هو الله سبحانه، الإله العظيم الذي يجمع جميع صفات الكمال ونعوت الجلال، وقد دخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى، ولهذا كان القول الصحيح إن الله أصله الإله وأن اسم الله هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى. وكذلك هو الرب العظيم الذي يربِّي عباده ويوليهم عنايته وإرشاده، فهو قائم على تربيتهم وتدبير شؤونهم في الحياة، وقد خاطب الله المؤمنين بقوله:” يا أيها الذين آمنوا ” في تسعةٍ وثمانينَ موضعًا من القرآن فهذا هو النداء الدالُّ على الإقبال عليهم ونداء المخاطبين باسم المؤمنين يذكرهم بأن الإيمان يقتضي من صاحبه أن يتلقى أوامر الله ونواهيه بحسن الطاعة والامتثال، فإن اسم المؤمن هو أشرف الأسماء والصفات وهو اسم يطلق على شخص نال مرتبة عظيمة في فهم الإسلام من خلال مفهوم الحب ومفهوم الإيثار، و مفهوم الإيجاب الذي هو ضد السلب.فلنهيِّئ أيها القارئ نفسي ونفسك، ونُوجد الاستعداد الذي يحملنا وإياك على حسن التدبر لمضمون الخطاب القرآنيِّ، وحسن الطاعة والامتثال لنداء الله تبارك وتعالى الذي خصَّنا به من دون الناس؛ فقد بلغ الفهم عن الله عند سلفنا الصالح إلى درجة أن استحياءهم من الطاعة أزال عن قلوبهم سرور الطاعة .