شمس الدين مطعون |
يضطر (أبو محمد) ذو الخمسين عامًا لتعبئة خزان المياه الخاص بمنزله عدة مرات في الشهر في عملية صعبة ومكلفة في آنٍ معًا، كونه يقيم في بلدة (سرمين) بريف إدلب، حيث يعتمد الأهالي على الصهاريج (سيارات تنقل المياه)؛ لتأمين حاجتهم من الماء.
يقول (أبو محمد): “باتت مسألة شد الحبل من الطابق الرابع لرفع خرطوم المياه تتعبني كثيرًا، بأيام الحر أملأ الخزان مرتين بالأسبوع.”
لا تتوفر لدى (أبو محمد) أي حلول مجدية لتأمين المياه، حيث يلجأ بعض الأهالي لتعبئة حفر كبيرة بالأرض كونها أرخص ثمنًا، وضخها على مراحل للخزان على السطوح، ولكن هذه الطريقة تحتاج منزلاً أرضيًا وحفرة، ومحرك ضخ، ولا تتوفر الكهرباء في منزل (أبو محمد)، كما هو حال عشرات الأهالي.
وتبلغ تكلفة تعبئة خزان سعة خمسة براميل ٧ ليرات تركي، وعشرة براميل ١١ ليرة ضخ للأعلى، وأقل بقليل للضخ في الحفر الأرضية.
مياه الشبكة في سرمين:
يقول (فارس) وهو نازح يقيم في بلدة سرمين منذ ٤ أعوام: “لم أذكر أنني استخدمت مياه الشبكة سوى مرات قليلة، بل كانت ضعيفة جدًا، ولم تملأ خزان البيت.”
من جهته يوضح رئيس المجلس المحلي لسرمين (علي الطقش) أن “أزمة المياه في سرمين قديمة جديدة، وباتت أمرًا مكلفًا ومرهقًا على سكان البلدة.”
ويردف في حديثه لحبر: “عمل المجلس في وقت سابق على تشغيل محطة المياه الرئيسة في البلدة عن طريق دعم تلقته من إحدى المنظمات، وكان لفترة محدودة، واعتمدنا بعدها على جباية من الأهالي، ولكنها لم تكن كافية” .
وقبيل الحملة العسكرية الأخيرة التي تعرضت لها بلدة سرمين، أعلنت منظمة (سيريا ريليف) عن دعم مشروع تشغيل المياه، وكانت المحطة وقتها جاهزة ولا تحتاج إلا لوقود التشغيل بحسب عمال المجلس، “لكن الأمر اختلف تمامًا، فقد خرجت محطة المياه عن العمل نتيجة قصف تعرضت له من قبل قوات النظام، وعمليات سرقة ونهب” بحسب (الطقش)، ويتابع: “وأدى القصف لتدمير بعض خطوط المياه، وهي بحاجة لإصلاح”.
تعجز ميزانية مجلس (سرمين) عن تغطية تكاليف مشروع المياه؛ بسبب عدم توفر الدعم اللازم وغياب شبه تام لمشاريع المنظمات الخدمية المنتشرة في الشمال السوري.
ويختم (الطقش) كلامه: “مستعدون لمشروع جباية من الأهالي لتغطية تكلفة ضخ المياه، لكن إعادة تأهيل خطوط الشبكة والمحطة بحاجة دعم حكومة ومنظماتي لوضع حل جذري لمشكلة المياه”.
ويسكن في بلدة (سرمين) قرابة ٤٧٠٠ أسرة، ما يقارب ٢٣ ألف نسمة بين نازح ومقيم .