عبد الملك قرة محمد |
يروى أن كاتباً لأبي موسى الأشعري كتب إلى عمر بن الخطاب: “من أبو موسى” فرد عمر: “سلام عليك، أما بعد، فاضرب كاتبك سوطاً واحداً، وأخّر عطاءه سنة”.
لقد رسّخ عمر بن الخطاب فكرة الاهتمام باللغة العربية خاصةً أنّ إتقانها آنذاك كان شرطاً ضرورياً لأصحاب المناصب العليا لذلك فخطأ الخاصة في اللغة العربية ممنوع لأنهم مرآة تعكس ثقافة المجتمع.
واليوم لا يمكن لمعلم أو طبيب أو صاحب خبرة أن ينجح في عمله إذا كان لا يتقن قواعد الإملاء العربي.
في هذه السطور سأضع بين أيديكم بعض الأخطاء اللغوية التي سقطت عليها عيناي أثناء تصفحي لمواقع المؤسسات السورية الحكومية وغير الحكومية للتنبيه والدعوة للاهتمام أكثر بلغة القرآن.
أستبيان أم إستبيان
في الحقيقة إن الكلمتين خاطئتان فالصواب استبانة فهي مصدر للفعل استبان، وإن عددنا الكلمة صحيحة فهي همزة وصل لا قطع كما أن المشكلة الكبرى تكمن في أن وزارة التعليم العالي منحت كلمة “اسم” شهادة خروج من كلية الأسماء العشرة، يبدو أن همزة الوصل ليس لها وجود في الوزارة!.
أربع شبان أم أربعة شبان
وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ التي مهمتها ضبط أعداد اللصوص لم تستطع ضبط قاعدة العدد 4 الذي يخالف معدوده فكتبت أربع شبان والصحيح أربعة شبان.
مقر الكلية الكائن في
كلمة الكائن عبارة عن حشو لا مسوغ له والأصل أن تحذف لكن جامعة حلب الشهباء تؤْثِر كتابتها في كل المنشورات.
مدراء ومديرون
كلمةُ مُدِيْر اسم فاعل من الفعل الرُّباعي “أدار” بوزن: أفْعَلَ [من الجذر: دور]، يقال: أدارَ يُديرُ فهو: مُدِير؛ فوزنُ كلمة “مُدِير” مُفْعِل، أصلها: مُدْوِر، ثم صارت بعد الإعلال: “مُدِيْر”. وهذا يعني أن الميمَ في أوَّل الكلمة زائدةٌ.
وقد قرَّر الصرفيُّون: أنَّ الوصفَ المبدوءَ بميم زائدة أي: على وزن “مُفْعِل”، أو “مُفْعَل”، أو “مَفْعُول”، أو “مُفَعِّل”، ونحوها – إذا كان للعـاقل= فإنـه لا يُجمَع جمعَ تكسير، بل يُجمعُ جمعَ سلامة: بالواو والنُّون، والياء والنُّون، إلا ما شذَّ، وهي ألفاظٌ قليلةٌ محفوظةٌ أوردها علماءُ العربيَّة في كتبهم.
فالقياسُ في جمع “مُدير”: مُديرون في حالة الرَّفع، ومُديرين في حالتَي النَّصب والجر، ولم يُسمَع “مُدَراء” جمعًا لمُدير في كلامٍ فصيح.
غير والغير
من الأخطاء الشائعة تعريف كلمة (غير) عند الإضافة حتى أنك لا تكاد تجد كاتباً يكتبها بالشكل الصحيح.
التقاء الساكنين
تعيقهم فعل مضارع مجزوم فهو ساكن الآخر والياء ساكنة أيضاً وكان يجب حذف الياء ليصبح الفعل “لم تعقهم” لكن المديرية وقعت في الخطأ نفسه مرات عدة.
أعلام وإعلام
أدركُ حاجة النظام لإنشاء وزارة لتنظيم الأعلام التي ترفرف في سماء سورية بعد أن استعان بالقاصي والداني لقتل الشعب السوري لكن هذا لا يسوغ لوزارة الثقافة في النظام أن تحول وزارة الإعلام إلى وزارة الأعلام ناهيك عن خطئها بتحويل همزة “اتحاد” إلى همزة قطع .
تواجُد و وجود
ورد هذا الخطأ في إحدى افتتاحيات صحيفة حبر إذ يطغى على الإعلام استعمال كلمة التواجد في موضع كلمة الوجود أو الحضور ونسمع ونقرأ: “سينعقد الاجتماع في الساعة الثالثة بعد الظهر من يوم كذا، والمطلوب من المدعوِّين التَّواجُد بعين المكان في هذا الموعد بالضبط.
وفي المعاجم اللغوية الأصيلة لا نجد استعمال تواجُد بمعنى الحضور. بل يستعمل لمعنى إظهار الوجدان أي إظهار الفرح أو الحزن، أو إبداء آثار اللذة أو الألم. وهو ما تفيده كلمة الوِجْدان التي تعني ضروب الحالات النفسية الباطنية.
1 تعليق
كيم جونج فونغ
رد على أستبيان ام استبيان
في الحقيقة كلة استبانة خاطئىة وراجعها منيح لمعلوماتك لانه الاستبيان شيء والاستبانة شيء آخر