أخصائية نفسية وتربوية – مصر
إنَّ مرحلة الطفولة تعتبر أهم مرحله في حياة الانسان، حيث بداية التشكل والتكوين للشخصية، وعليها سيكون الإنسان بعد ذلك سويا أو مريضاً، فأغلب الأمراض النفسية تقريباً تنشأ نتيجة لسوء فهم هذه المرحلة.
أغلب الأسر العربية تتعامل مع أطفالها بالأسلوب التقليدي نفسه في التربية، الذي لا يأتي بأي نفع أو نتيجة طيبه مع الطفل، مثل صراخ الوالدين، وعتاب الطفل، وتقيد حريته وإبداعه. لكن حينما نريد صناعة جيل يتحمل المسؤولية ويكون به قادة حقيقيون فلابدَّ للوالدين من تطبيق منهج تربوي متوازن ومبدع يراعي فيه المربون أنَّهم يتعاملون مع قائد مستقبلي.
يشير العلماء إلى أن فترة السبع سنوات الأولى من حياة الطفل هي أفضل فترة تُعد بها قائد، حيث بداية تكوين الشخصية، ويسهُل خلالها اكتشاف المشاكل النفسية ويسهُل أيضاُ علاجها، كما تُبنى خلالها العقيدة والقيم والمبادئ.
توجد مجموعة من الصفات التي عندما نكتشفها في الطفل ندرك أنَّه على استعداد للقيادة، مثل قدرته على التحليل والطموح والمبادرة والشجاعة والجديّة والنشأة في بيئة قيادية.
عندما نتحدث عن البيئة القيادية فنحن نتحدث عن بيئة تبني وتحفز، بيئة قائمه على المرونة والحرية والتوازن وحب التعلّم والقيم، وأفضل الطرق لغرس القيم هي القيام بها أمام الطفل بالقول والعمل كي يسجلها الطفل في قائمة مبادئه.
لكل طفل موهبه خاصه وقدرات هائلة، لا تظهر إلا بالاحتكاك مع الآخرين، لهذا يجب إشراك الطفل في الأنشطة الاجتماعية والتربوية، وملاحظه سلوكه الاجتماعي ومدى تقبله للآخرين، ومستوى تواصله مع غيره ومدى تأثيره فيمن حوله وقدرته على تحمل المسؤولية، والاعتماد على الذات ومدى ثقته في نفسه، كل هذا يمنح للوالدين فرصه لتعديل ومعالجة السلوكيات السلبية لدى الطفل ودعم وتطوير السلوكيات الإيجابية لديه.
كما أنَّ غرس قيم التحفيز وإبراز أهميته للطفل من أهم مكونات الشخصية القيادية، حيث يترك التحفيز أثراً طيباً في النفس يعلي الهمم ويجعل الإنسان يحقق أهدافه بكل قوة وإرادة، لذلك لابدَّ من تشجيع الطفل وتعويده على ممارسة التحفيز للآخرين، وتشجيعه على العطاء المادي والمعنوي.
وعلى الوالدين أن يربطا طفلهما القائد بحلم، ويجعلا له رسالة سامية يحيا من أجلها ومن أجل تحقيقها، وأن يخططا ويرتبا أولوياته للوصول لهذا الهدف.
وجدير بالذكر هنا بعض الجوانب السلبية التي يتبعها المربي، والتي تقتل القيادة وحبها داخل الطفل مثل الوعود الواهية والضرب والعقاب الجسدي وعدم تحمل المسؤولية، وقلة المدح والتحفيز وإهمال دور القراءة، ويجب على المربين والأسرة تلافي هذه السلبيات حتى نتمكن من صناعة جيل يقود مستقبل هذه الأمة الى كل خير ورفعة.