لم يعد خافيا على كل ذي ضمير إنساني يحمل ذرة كرامة وشرف حجم معاناة المعتقلات السوريات في سجون نظام الأسد الوحشي، حيث إن 13581 سيدة سورية تعرضنَ في سجون النظام للتعذيب والاغتصاب وسوء المعاملة، وإن 6736 سورية، بينهنَّ 417 طفلة، يقبعنَ حاليًا في السجون، ويتعرضنَ لتلك المآسي، ولا يُعرف عدد المعتقلات في السجون غير الرسمية كالمصانع والمباني التي تستخدم كبدائل عن السجون، وقد اعتقل بعض النساء وهنَّ حوامل ووضعنَ داخل السجون، فيما اعتقلت أخريات مع أبنائهنَّ.
هذا وأعلنت لجنة الأمم المتحدة الدولية المستقلة الخاصة بسورية أنه لم يتم الإبلاغ عن حالات العنف الجنسي لأسباب عديدة كالقلق والخوف من وصمة العار في المجتمع ونبذهنَّ وتعرضهنَّ للصدمات النفسية، ولا يخفى أن الاعتداء الجنسي والتعذيب والاعتقال التعسفي القسري في حقِّ النساء أثناء الحرب في سورية هي جرائم ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي.
لأجل هؤلاء المعتقلات اجتمع نساء من جهات العالم الأربع لإسماع العالم صوت المعتقلات السوريات اللواتي يتعرضنَّ لشتى ألوان العذاب والقهر الجسدي والنفسي في أقبية الموت، ونظَّمنَ قافلة “الضمير من أجل النساء” التي انطلقت بعد قراءة البيان الصحفي صباح أمس الثلاثاء 6/3/2018 من مدينة إسطنبول التركية، وستمر بمدن إزميت وصقاريا وأنقرة وقونيا وأضنة، والغاية الوصول إلى الحدود السورية صباح يوم المرأة العالمي 8 آذار 2018.
القافلة النسائية ستوجه نداءها للعالم أجمع من الحدود السورية نصرة للمعتقلات ومطالبة بالإفراج الفوري عنهنَّ، إذ قامت النساء المشاركات في الحملة بإعداد قافلة من الباصات الخاصة بالنساء من حقوقيات وأكاديميات وصحفيات وربات بيوت ورياضيات وفنانات وممثلات المجتمع المدني وطبيبات وسياسيات وغيرهنَّ من جميع التوجهات والآراء والمهن، بالإضافة إلى كل ناشطة تشترك بالهدف، ومعتقلات سابقات من البوسنة والشيشان والعراق وسورية.
وتهدف القافلة إلى:
1- لفت انتباه العالم إلى الدراما التي تعانيها النساء السوريات من تعذيب واغتصاب وإعدام وهجرة قسرية ولجوء.
2- إطلاق مبادرة في دعوة لإطلاق سراح المعتقلات بطريقة تعسفية غير قانونية بسبب الحرب في سورية.
3- دعوة العالم والإنسانية كليا للعمل على اتخاذ التدابير الكافية لحماية النساء في الحرب.
القافلة تضم حافلات من النساء فقط من تركيا ومختلف دول العالم، وتحمل شعاراً وفق نمط واحد رمزه وشاح مطرز بالكتابة.
ومن المخطط أنه بعد عقد المؤتمر الصحفي سيتم ربط قسم من الأوشحة على الحدود بعد الوصول إليها، وسيتم تقديمه للسوريات في المخيمات على الحدود السورية التركية حيث تنتهي رحلة القافلة، وسيتم التواصل مع الجهات الإعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي للمساهمة والمشاركة من دول الخارج، وسيعقد المؤتمر الصحفي في 8 آذار على الحدود السورية، وستجرى لقاءات مع نساء سوريات على الحدود.
لعلَّ هذه البادرة تكون وسيلة لتحقيق العدالة من أجل النساء المظلومات وإطلاق سراح المعتقلات السجينات ممَّن لا ذنب لهنَّ سوى أنهنَّ ضحية ظلم واستبداد لا رحمة ولا إنسانية له.