يعدُّ قطاعُ التعليم أكثر القطاعات المتضرّرة في ظلِّ استمرار الحرب والصراعات الدامية في الداخل السوري حيث أثّرتِ الحرب سلباً على العملية التربوية التعليمية ليس فقط في المناطق المنكوبة بل وفي الآمنة منها حيث صارت مركزاً لآلاف السوريين الناجين من بطش قوّاتِ النظام وهذا ما أدى إلى ارتفاع نسبة الأطفال المتسرّبين ويضافُ أيضاً إلى ذلك مشكلةُ قلة الدعم المالي للمؤسَّسات التعليمية وعدم الاهتمام من قبل المنظمّاتِ الإنسانية وهذا ما يوحي لنا بتزايد نسبة الأمية وانتشار الجهل في ثنايا المجتمع السوري.
في أرياف حلب وإدلب نجحت مؤسَّسة قبس للتربية والتعليم في رفع المستوى التعليمي من خلال بصيص أملٍ في ظلِّ هطول القذائف والصواريخ وسط بيئة من الدمار والعنف، وبذلك تمكّنت مؤسسة قبس من الحفاظ على صمود التعليم وركوب قارب النجاة من بحر الجهل إلى برّ العلم والمعرفة.
صحيفة حبر التقتِ الأستاذ محمود سويد منسّق مؤسّسة قبس في ريف حلب الغربي للحديث عن المشاريع التي تسيِّرها المؤسَّسة فقال الأستاذ محمود: تمتدُّ مشاريعُ مؤسّسة قبس على مدار العام فهي تهتم بكلِّ جوانب التعليم وبكلَّ المؤسَّسات التي لها صلة بالتعليم فمنذ بداية صيف هذا العام أطلقت مؤسسة قبس مشروع النادي الصيفي، وهو يهدف إلى ترفيه الأطفال خلال فترة الصيف، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب النفسي نتيجة الحرب فتقيم قبس جلسات توعيةٍ نفسية للطلاب للترويح عن آثار الحرب التي دمَّرت ما بداخلهم من أفقٍ وتطلعاتٍ، كما يهدف مشروع النادي الصيفي إلى تعليم الطلاب أهمَّ المهارات كتعليم العدِّ على المعداد الصيني ومهارات القراءة والكتابة في اللغة الإنجليزية، ويشمل هذا المشروع ثلاثة مراكز واحدٌ في مدينة إدلب، واثنان في ريفها الشمالي.
كما أطلقت مؤسسة قبس مشروع التعليم التعويضي لليونيسيف والذي يهدف بشكلٍ رئيسي إلى العودة إلى المدرسة وتعويض ما فات الطلبة نتيجة النزوح أثناء الحرب، وينقسم المشروع التعويضي إلى عدة مراحل كلُّ منها ثلاثة أشهر، ويضمُّ سبعة مراكز موزعة على مناطق من ريف إدلب وريف حلب الغربي كلُّ مركزٍ يقسم إلى قسمين الأول يهتم بتعليم الأطفال والآخر لتعليم اليافعين ويحوي كلُّ مركزٍ 150 طفلا و60 يافعاً ممن تسرَّبوا عن المدارس منذ مدةٍ طويلة.
وحول المشاريع المرتقبة قال الأستاذُ محمود ستطلق مؤسسة قبس مشروعاً لتنمية قدرات الإداريين وهو مشروع تدريبٍ لثلاثمئةِ إداري يتضمن دورة إدارةٍ مدرسية لمدةِ ثمانية أيامٍ أيضاً في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، ويهدف مشروع تدريب الإداريين إلى رفع المستوى المهاري للإداريين وإكسابهم بعض مهارات الحاسوب ومهاراتٍ إدارية أخرى.
تكمن أهمية مؤسسة قبس التعليمية أنّها تعمل وتسعى بشكلٍ مستمرٍ لوضع بصماتها في تطوير العملية التربوية فلم يكن الطالب هدفها فقط بل جعلت ممن ينتمون للقطاع التعليمي هدفاً لمشاريعها التعليمية لتستطيعَ من خلالهم النهوض بواقع التعليم في المناطق المحررة إضافةً إلى غرس القيم التربوية التعليمية في عقول أطفالنا لنجني مجتمعاً يسوده العلم والمعرفة.