تقرير : عمر عربفي إطار مشروع بنَّاءٍ يهدف إلى إيصال المياه لأكبر عدد ممكن من الناس المحتاجة، ويقلل قدر المستطاع من هدر المياه في عدة أماكن من مناطق حلب المحررة، وذلك نتيجة أزمة المياه الحاصلة في المدينة منذ فترة طويلة عقب بدء الاشتباكات والقصف اللذين أديا إلى أضرار جسيمة في جميع النواحي الخدمية أهمها المياه، قامت جمعية “شباب ساعد” بمشروع يساهم في حلٍّ يقلل من معاناة الناس في الحصول على المياه، و يعيد وصولها إليهم بطريقة أسهل.وفي ضوء ذلك قامت صحيفة حبر الأسبوعية بزيارة جمعية “شباب ساعد” لتسليط الضوء على أهمية المشروع وأهدافه، فالتقت مع المدير التنفيذي في الجمعية الأستاذ (طارق أبو الفاتح) الذي حدثنا عن المشروع قائلا:”المشروع بدأ في 1/3/2015 وفكرته تتمحور حول صيانة أنابيب المياه في الأبنية المتضررة جراء القصف، فعندما تكون المياه متوفرة من محطة الضخ وتأتي إلى المناطق المتضررة تذهب هدرًا دون أن يستفيد أحد منها، ما يؤدي إلى نقص في منسوب المياه، وعدم وصولها إلى المناطق و الطوابق العليا، وبالتالي عدم الاستفادة منها، فعملنا هو إغلاق الأنابيب المتضررة أو إلغاؤها، وهذا سيؤدي إلى وصول المياه دون تشغيل محرك رفع المياه، وبالتالي التقليل من الكهرباء خاصة في ظل عدم توفرها، ومن نفعيات هذا المشروع رفع منسوب المياه عامة، إضافة إلى أمر مهم وهو وجود أقبية في أبنية متضررة وصل علو الماء فيها إلى أكثر من متر وهذا يؤدي إلى هشاشة البنية التحتية لها، ونحن بهذا المشروع ننهي تجمع المياه.يندرج هذا العمل ضمن سلسلة “سقيا” التي أطلقتها جمعية شباب ساعد في العام الماضي، وهذه هي المرحلة الثالثة، وموعد الانتهاء منها غير محدد بوقت، بسبب عدم معرفة عدد الأبنية المتضررة جراء القصف التي تحتاج إلى أعمال صيانة، فثمَّة أبنية لا يمكن فيها الوصول إلى الجذع الرئيسي منها الذي يغذي البناء بالمياه، وذلك لتراكم الحجارة والركام فوقه، وهذا الأمر يتطلب معدات غير متوفرة لدينا متعلقة في البنى التحتية”وعند سؤالنا عن المنطقة الجغرافية المستهدفة أجاب:” المشروع بدأ في أحياء (الزبدية، الإذاعة، سيف الدولة) وسيتم إغلاق كافة مخارج المياه التي تسبب الهدر في هذه المناطق، ثمَّ سننتقل بإذن الله إلى حيي صلاح الدين والعامرية، ويشمل أيضا خطوط الجبهات المتقدمة، لأنَّها الأكثر تضرراً نتيجة المعارك والقصف، والذي أدى إلى أضرار كبيرة جداً في التمديدات الصحية لها” وأوضح المدير أنَّ المشروع الأول من سلسلة “سقيا” هو تجهيز صهريج من المياه يتسع لعشرة آلاف ليتر يوميًا، وتأهيل سبع آبار في عدة مناطق في حلب ووصلها بخزانات بحجم (2000) ليتر وتغذيتها بالكهرباء عبر مولدة عندما تنقطع الكهرباء، إضافة إلى امتداد المشروع لريف حلب الغربي حيث يتم الآن تفعيل الخزنات الأرضية في القرى التي يغذي الواحد منها أكثر من 6000 نسمة.وقد نوه المدير إلى أنَّه لا يوجد لهم أي تواصل أو تنسيق مع أية جهة من مناطق النظام،وأشار إلى أنَّه في هذا المشروع تم التنسيق مع “قطاع الأنصاري” التابع لمجلس المدينة، حيث قدموا له ما يمكن من المعدات، فقسم المياه في هذا القطاع مستحدث ولا يمتلك أبسط الأدوات والمعدات الأساسية للعمل.وقال: ” تبين لنا عند جولاتنا معهم أثناء العمل مدى المعاناة والصعوبات الكبيرة التي تواجههم، إضافة إلى أنَّهم لا يتقاضون أجورهم منذ أربعة أشهر”.إنَّ حلب التي كانت تزدهر وتفتخر بما لديها من الإنجازات في كافة النواحي أهمها المجال الاقتصادي إضافة إلى النشاط اللامتناهي في بقية المجالات حولها ذاك القصف وتلك الهمجية المتواصلة إلى مدينة منكوبة على كافة الأصعدة، لكن رغم كل هذا ومهما استمرت الحرب والنزاعات ستبقى المدينة المعروفة بصمودها وجميع منشآتها التي دُمر أغلبها، ستعاود عملها ونشاطها من جديد، وإنَّ كل مشكلة أو أمر سيستعصي على أهلها الشرفاء سيجدون له الحل المناسب.مهما قلَّت الإمكانات وقلَّ الدعم، ستبقى همم وعزيمة أهلها وشبابها وقَّادة لتنهض بها من جديد من خلال جمعيات ومؤسسات ترعى أوضاعها وتساهم في البناء والتحديث نحو الأمام، وعمل جمعية شباب ساعد وهمم العاملين فيها خير مثال نختتم فيه كلامنا، ومثلهم الكثير.