عمار العلي |
عانى مرضى الفشل الكلوي في الشمال السوري المحرر كثيرًا من الصعوبات والتحديات بسبب الظروف الصعبة في ظل الثورة السورية.
حيث يُعدُّ مرض الفشل الكلوي من الأمراض المزمنة، التي تحتاج إلى علاج دائم مدى الحياة، حيث يجب على المريض متابعة حالته الصحية عند الطبيب المختص بشكل دوري، وكذلك متابعة جلسات الغسيل التي تقرر له.
ممَّا يشكل صعوبة على المرضى بسبب النزوح المتكرر، وقلة مراكز الغسيل وانحسار رقعة المحرر، وإغلاق بعض هذه المراكز، وصعوبة الوصول إلى المراكز المتبقية.
ليست هذه الصعوبات، فحسب بل يوجد الكثير، حيث إنً هناك بعض المراكز تعاني من قلة المستهلكات، والمواد اللازمة للغسيل، وبعضها غير مجهزة بالكامل، وبعضها موجود في الأقبية غير المهواة بسبب الخوف من القصف، كما أنً عددًا من المراكز لا يوجد فيها أطباء اختصاصيين لمتابعة حالة المرضى بشكل جيد، وكذلك تفتقر إلى إمكانيات إجراء التحاليل الروتينية المطلوبة بشكل دوري للمرضى، ممَّا يؤثر سلبًا على صحتهم.
وكذلك تفتقر هذه المراكز إلى الأجهزة الطبية الحديثة، حيث إنً أغلب الأجهزة قديمة وتحتاج صيانة.
وللمزيد فيما يخص هذا الموضوع، التقت صحيفة حبر مع الدكتور (خالد حاج نعسان) المختص في أمراض الكلى، حيث أفادنا بقوله: “إنً التوزع الجغرافي السيئ للمراكز، وصعوبة المواصلات، جعلت أغلب المرضى يتخلفون عن جلسات الغسيل في الوقت الصحيح، مما أدى إلى انعكاس هذا الأمر سلبًا على حالة المرضى الصحية، وكذلك أغلقت بعض المراكز بسبب الحملة الأخيرة للنظام، حيث أدى هذا الأمر إلى الضغط على بعض المراكز، وتوافد الكثير من المرضى إليها، وتسبب ذلك في إنقاص عدد جلسات الغسيل بشكل إجباري جراء الضغط.”
وأضاف: “يوجد نقص كبير في الأدوية والمستلزمات اللازمة لعملية الغسيل، وكذلك ثمة مراكز غير مجهزة لغسيل الكلية بشكل خاص، ونحن نعمل على إجراء أقل عدد جلسات غسيل بسبب النقص الحاد في المستهلكات، وافتقار المراكز للتحاليل اللازمة، كما أنً بعض المراكز تفتقر إلى أطباء لمتابعة حالات المرضى.” وأردف الدكتور (حاج نعسان) بقوله: ” يجب إجراء صيانة للمراكز وتوسيعها.”
وخلال الحملة الأخيرة للنظام على المناطق المحررة تم إغلاق أربعة مراكز، منها اثنين في المدن التي سيطر عليها النظام، وهما مركزَي: (سراقب، وبابيلا) واثنين في المدن التي تعرضت للقصف، وهما مركزَي: (أريحا، ودارة عزة) حيث أغلقت حتى يتم تأمين أماكن أخرى لتفعيلها.” ويُعدُّ إغلاق هذه المراكز بحكم الكارثة؛ لأنًها كانت تخدم الكثير من المرضى.
وفي لقاء آخر لصحيفة حبر مع الدكتور (يحيى نعمة) رئيس دائرة الرعاية الثانوية والثالثية في مديرية صحة إدلب، قال: “قبل الاجتياح الأخير كان لدينا ١١ مركزًا موزعة في عموم المناطق المحررة، وبعد الاجتياح أصبح لدينا ضغط بسبب إغلاق بعضها، وتدمير المراكز التي سيطر عليها النظام.”
وأضاف: “تعرضت المراكز لضغط بسبب الأعداد الكبيرة، وكان هناك عجز في المستهلكات، وفي تأمين جلسات الغسيل، هناك بعض المراكز تعاني نقصًا حادًّا في تأمين محاليل الغسيل، ونقوم نحن في المديرية بالتنسيق بين الجهات المانحة والمراكز، ونقوم بجمع المعلومات، والتقارير الطبية، وتقييم الاحتياج، ووضع منظمة الصحة العالمية بصورة جميع التقارير.
كما قمنا بإنقاذ بعض المراكز من التوقف عن طريق تأمين مستلزمات التشغيل بالتعاون مع منظمات أخرى، كما قامت المديرية مؤخرًا بتجهيز بعض المواد تكفي لخمسة أشهر، وقمنا بعمل صيانة لبعض الأجهزة وتوفير قطع غيار.”
وأخيرًا يجب على الجهات المعنية في القطاع الصحي العمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة، وتوزيع المراكز بشكل جغرافي جيد يخدم حاجة المرضى، ويخفف عنهم عناء الوصول إلى المراكز لإجراء جلسات الغسيل.