“ضلع قاصر” صفة لازمت المرأة السورية طالما أنَّ ذنبها الوحيد كان هو وجودها بمجتمع شرقي ذكوري لا يعير الأهمية لمكانة المرأة، قبل كل شيء في الدين الإسلامي، فكيف لها أن تثبت العكس وفقا لنيران الحصار التي تحيط بها أينما حلت في زمن الثورة السورية رغم كل ما تعانيه من مأساة؟
بتاريخ 18/7/2016 أطلقت نساء من مدينة إدلب مؤتمرا نسائيا دعت إليه حلقة (سلام) المنبثقة عن منظمة بارقة أمل، وهدفه البحث في مشروع الهيئة النسائية المتضمن تشكيل هيئة نسائية مؤلفة من مكاتب خدماتية نسائية في دوائر الإدارة المدنية تعي بأمور المرأة بشكل عام وبفاقدات المعيل بشكل خاص اللواتي يجدن صعوبة في التعامل مع الرجال الكثر المسؤولين عن تلك المؤسسات أثناء الذهاب إليها من باب الحياء أو بسبب ضوابط أمنية ودينية أخرى مفروضة من جهات عدة.
خمس دوائر تابعة للإدارة المدنية داخل محافظة إدلب ستكون محطة البداية بالنسبة إلى المتطوعات اللواتي رحبن بفكرة المكاتب النسائية؛ لأنها ستخدم النساء داخل تلك المؤسسات المذكورة عقب طرح الفكرة عليهن في المؤتمر المقام، والدوائر هي: (دائرة النفوس، الخدمات، التربية، مكتب الإغاثة، التعليم العالي)، ولعله مع الزمن يتوسع عملهن بدوائر أخرى.
“ندى سميع” مديرة منظمة بارقة أمل في مدينة إدلب تحدثت لجريدة حبر قائلة:” إنه تمت دعوة المنظمات المدنية الموجودة في المدينة وأيضاً الدوائر الرسمية ومجموعة من نساء المجتمع الفاعلات ونساء من الطبقات الشعيبة، وبالفعل أقبلن للمؤتمر بهمة عالية لا تثنيها تلك الأقاويل المتضهدة للمرأة في كل زمان ومكان”.
وتابعت قائلة: ” الأهم بذاك المؤتمر أنَّ الناطقات باسم المنظمات استطعن التعارف فيما بينهن وحصلت لقاءات جانبية مفيدة جدا لنا ومطورة للمجتمع، فقد طرحنا أيضا بالمؤتمر عدة مشاريع صغيرة خيرية تطوعية منها (تدوير قطع القماش لألبسة جديدة ومفيدة، مشروع التكافل الاجتماعي عن طريق إعداد المونة المنزلية، دورات تعليم النساء لقيادة السيارات والمدربة امرأة، تعليم مهن بسيطة مثل الكوافيرة، مع قسم التعليم ومحو الأمية وإقامة دورات الشهادات الثانوية بالمجان إلى جانب دورات الكمبيوتر لمختلف الأعمار) “.
(البر، هيئة الإغاثة، بصمات نسائية، رابطة المرأة المتعلمة، بشر الصابرين، جريدة حبر، المركز الصحفي السوري)، والكثير من المنظمات والجمعيات والدوائر الإدارية التي حضرت المؤتمر والتي بدورها عبرت ممثلاتها من النساء، وبرهنت جميعها أنَّ المرأة السورية مصرة على استمرار الحياة متحدية بذلك أزيز طائرات الحقد الأسدية المسموع بأجواء مدينتنا الغالية معلنة صمودها الذي سينبع عنه حصراً مشروعنا المقترح الذي بعد ساعات من نهايته تم استهداف ذات المكان بغارة جوية، كما أردفت لنا ندى سميع بقولها:
“النجاح هو أمنيتنا لتلك الجهود الجبارة المتخطية كل الصعوبات، ولا سيما أنَّ النتائج تولد من المقدمات، فإنني أرى أنَّ نساء سوريا بمثل تلك الأعمال الإنسانية الموجودة أعلاه وما عداها في الجوانب السياسية والعسكرية مَحضن تلك الصفة التي بدأنا بها مقالنا وأظهرن العكس لها من خلال تضحياتهن الجلية على مر 6 سنوات من الحرب السورية تعايشنا فيها مع أبشع المواقف.”
تقرير: ميرنا حسن