جيدٌ أن تتقن قواعد لعبة التي تريد دخولها، ولكن من الخطأ الفادح أن تحكم نفسك بهذه القواعد، لأنك وقتها ستضع نفسك في المربع الخاسر، فلا يمكنك أن تفوز على من أبتكر هذه اللعبة وهو الخبير بجميع تحولاتها، عليك أن تدخلها وأنت تحمل رغبتك بالتغيير، بصناعة شيء مختلف تجعلها تنتهي لصالحك .في سوريا يحدث معنا شيء شبيه بهذا، فالنظام العالمي يتحكم بكل شيء من حولنا، والتجارب التاريخية التي تحيط بنا تخبرنا ان طرق الحل أصبحت أضيق من أن نستطيع خلق بدائل لها، فكل شيء حولنا يستدعي الانتظار حتى يقرر اللاعبون الكبار حل أزمة بلادنا، وإلا علينا أن ندفع أثماناً مضاعفة من الدماء، التي لا جدوى منها ..هذا المنطق يسود عند الكثيرين، يقابله منطق آخر ينتظر فرجاً إعجازياً من الله يغير خارطة الدنيا بلحظة واحدة، ليتركه على القمة دون أن يفعل شيئاً، فالمهدي قادم في آخر الزمان، الذي يشبه أيامنا هذه .هناك أيضاً منطق ثالث، يعمل بجدٍ وإخلاص ويرى في نفسه القدرة على تغيير ما حوله، دون النظر إلى قواعد اللعبة، ودون إعداد العدة بشكل صحيح، ليلائم النظام العالمي الذي يتحكم بكثير من المفاصل في حربنا هذه، سرعان ما يضيع جهده بضربات متلاحقة توجه له من هذا النظام.معادلة ليست بالمستحيلة، أن تجمع بين معرفتك للقوانين المحيطة بك، ورغبتك في تغييرها، لتضع قوانين اللعبة الخاصة بك، ولكن عليك أن تؤمن أنه لا يوجد شيء حتمي في التاريخ سيعيد نفسه نسخة واحدة، وإلا لما كانت هناك تجربة جديدة، هي تجربتك أنت . المدير العام / أحمد وديع العبسي