أميمة محمد |
افتتح الفنان التشكيلي (رامي عبد الحق) معرضاً ثورياً تحت عنوان “كقلوبهم كأرواحهم بيضاء” وذلك في كلية الهندسة الزراعية في مدينة إدلب، تخليداً لأرواح شهداء الدفاع المدني وامنتاناً على تضحياتهم للشعب السوري، والمتعارف عليهم بمسمى ” الخوذ البيضاء.
ساعد الفن خلال الثورة الثورية على توثيق الانتهاكات التي تعرض لها الشعب وكان ولا زال الأفضل في نقل الصورة كما هي، ويعتبر نوعاً من أنواع الوعي الاجتماعي والنشاط الإنساني، ولايمكن النظر إليه بصفة سطحية باعتباره أداة ترفيه وهروب من الواقع، بل يجب أن نمعن النظر في جوهرها بكونها وسيلة تعبيرية راقية للواقع المُعاش بمافيه من أحداث، فهو يعمل على إقامة توازن بين المظاهر الروحية الداخلية للإنسان مع الجوانب المادية، فعندما يقوم الرسام برسم لوحية فنية فهو يستخدم مشاعره المكبوتة ويحاول إيصالها إلى العالم من حوله.
وهذا ما وضحه لنا السيد (عبد الحق) أثناء لقائنا به وحديثنا عن فكرة المعرض واهتمامه في رسم القامات الثورية لأنها تعيش في قلوب السوريين، وتكريماً لشهداء العمل الإنساني على تضحياتهم الكبيرة واندفاعهم بقلوبهم وأرواحهم لإنقاذ الناس وانتشالهم من بين الأنقاض التي خلفها طيران النظام السوري وحليفه الروسي خلال الضربات المزدوجة والحملات الشرسة، التي كانت سبباً في استشهاد غالبيتهم.
وتابع (عبد الحق) قائلا: إن من واجبي كفنان لابد من استخدام الفن فيما يخدم الثورة السورية، وتجسيد تضحيات أصحاب الخوذ البيضاء و المعتقلين والمغيبين قسراً كما ورد في معرضي السابق أيضاً “قامات ثورية” الذي ضم العديد من اللوحات والرسومات باللون الأبيض والأسود لشهداء بارزين في الثورة، وقد ترك المعرض السابق أثراً إيجابياً في نفوس الناس، وأتمنى غرس الطاقة الإيجابية في نفوس ذوي شهداء الدفاع المدني في معرضي اليوم ” كقلوبهم كأرواحهم بيضاء”.
شارك في المعرض العديد من الناشطين والناشطات وضم ٣٠ لوحة تشكيلية لاقت إعجاباً وذهولا من قبل الحاضرين من ذوي الشهداء وغيرهم من أهالي مدينة إدلب والوافدين إليها
كيف يتم تنمية مواهب الشباب الفنية في شمال غرب مدينة إدلب؟
ولم تغفل المنظمات المحلية عن دور تعليم الفنون وتنمية المواهب الشابة في شمال غربي إدلب فقد قامت منظمة( غصن زيتون للتعليم والثقافة )بمبادرة بعنوان “أرسم أملا” تحت إشراف الفنانة التشكيلية (ختام جاني) من بلدة جسر الشغور، وأُطلقت المبادرة في المرسم الخاص بها، وضم عشرة متدربات خضعن لثبر مهارة ومن ثم بدأن في التدريب كما تحدثن.
وفي لقاء لصحيفة حبر مع الفنانة( ختام جاني )نوهت إلى أنه تم تعليم المتدربات على أشياء كثيرة منها تقنية الرصاص والفحم وكذلك الأبعاد والمنفور والخامات، وتم طرح سلسلة كبيرة من دروس رسم الخامات مثل الخشب والزجاج والنحاس والفواكه، ومزج الألوان وطريقة استخراجها، وكيفية رسم الطبيعة الصامتة ورسم الزهور على الخشب.
وتكمن أهمية مثل هذه المبادرات في دعم الجانب النفسي للأفراد بالإضافة إلى احتواء المواهب الشابة وتنميتها وصقلها حتى تترك أثراً إيجابياً مادياً ومعنوياً في الحياة الإنسانية ، وكخطوة من الممكن أن تكون سبباً في إعداد الأجيال الناشئة.