بسم الله الرحمن الرحيم
أهلي وإخواني في سورية الحبيبة، أيها الصامدون والمرابطون في وجه أعتى عدوان وأبشع طغيان.إلى حاملي مشاعل الحرية، إلى أسرانا ومعتقلينا البواسل.إلى أمهات وأسر أبطالنا وشهدائنا؛حق لكم أن تفرحوا بعيد وهبه الله لنا رغم الآلام والمعاناة، وأن نرى أطفالنا الذين حاول المستبد الفاجر سلب ابتسامتهم البريئة يبتسمون ويبتهجون.لقد كان رمضان شهراً للنصر والتمكين وهزيمة للطاغية وأشياعه وميليشيات الموت التي استجلبها من كل مكان، وحققت كتائب الثوار تقدماً في إدلب وحلب ودرعا، وتصدت للغزاة من عصابات حزب الله والميليشيات الطائفية في القلمون والزبداني.لقد يئس النظام ويئس داعموه من إمكان وقف ثورتنا، فعمد النظام المنهزم إلى تصعيد جرائمه بشكل غير مسبوق، فبلغ عدد شهداء شهر رمضان 2,420 شهيداً، منهم 300 طفل وامرأة، ثلث الضحايا من حلب وحدها، حلب التي قصفها النظام مع الزبداني وريف إدلب وغوطة دمشق ودرعا بمئات الصواريخ وبراميل المتفجرات، بعد أن فقد سيطرته على أكثر من 75% من الأراضي السورية، وفقد نسبة مماثلة من قواته وجنوده، ولم يستطع استعادة شبر من الأراضي التي فقدها طوال الأشهر الستة الماضية.أيها السوريون، أنتم والأبطال المقاتلون دفاعاً عن الأرض والعرض بصدد استكمال ثورتكم، فقد سقط النظام في معظم الأراضي السورية بعد أن سقط في قلوبكم وضمائركم وفقد كل شرعية ومبرر للبقاء.إنني أشعر بمعاناة كل أم سورية استشهد ابنها، وأشعر بمعاناة كل مهجر في العراء أو في خيام اللجوء، وكل أسير ومعتقل في سجون وأقبية الطاغية ونظامه الفاسد. إن استمرارنا في الثورة والقتال إنما هو لأجل أن يحيى أبناؤنا، كل أبنائنا حياة حرة كريمة.إن العمل لأجل حرية سورية لا يخص مكوناً أو فصيلاً دون غيره، وإنما يشمل جميع السوريين، الذين أدعوهم وأمد يدي لهم للعمل معاً، بهدف الحوار ونبذ التطرف والفرقة التي يعتاش منها نظام القتل وحلفاؤه وقوى الإرهاب، وفي مقدمتها تنظيم داعش وفرق الموت الطائفية التي نحن مصممون على محاربتها، وملتزمون بأن تكون سورية المستقبل وطناً حراً لجميع أبنائها تبنى بسواعدهم، وترتقي بعطائهم ومبادراتهم.إن نظام بشار وحليفه الإيراني يتحملان المسؤولية الكبرى عن الجرائم المستمرة بحق الشعب السوري، لكن لا يمكن إعفاء المجتمع الدولي من المسؤولية عن حماية أرواح الشعب السوري وفق القانون الدولي.على الأمم المتحدة العودة لتحمل كامل مسؤولياتها تجاه اللاجئين والمهجرين بعد أن قطعت أغلب المساعدات الأممية عن مخيمات اللجوء.وفي هذا الصدد أشكر دول وشعوب الجوار التي استضافت إخوانها من أبناء الشعب السوري، ونخص بالذكر لبنان والأردن وتركيا وشمال العراق، والدول الصديقة والشقيقة التي ساندت ثورتنا، ووقفت إلى جانب شعبنا وأهدافه المشروعة.ننحني أمام صمود مقاتلينا الأبطال في ساحات العز والكرامة.
كل عام وسورية حرة وأبية،