عبد الملك قرة محمد |
يتنامى بشكل تدريجي دور جامعة إدلب في المناطق المحررة مع تخريجها في كل عام أعدادًا كبيرة من الطلاب الذي يحملون شهاداتٍ مختلفةً.
وتحاول جامعة إدلب رغم الظروف الصعبة التي تفرضها الحالة الأمنية والاقتصادية الدمج بشكل كبير بين التعليم الأكاديمي داخل الجامعة، وبين الخبرة العملية سواء في الدروس العملية أو من خلال تطبيق الخبرة ميدانيًا، وذلك عبر تقديم خدمات طبية للمدنيين على غرار ما يحدث في كلية طب الأسنان في جامعة إدلب.
حيث شرع طلاب السنة الرابعة والخامسة في الكلية في تقديم خدمات طبية للمدنيين مجانًا لهدف مجتمعي وآخر تعليمي؛ لكي يمتلكوا خبرة تمكنهم من مزاولة مهنة الطب وفتح عملهم الخاص عقب تخرجهم في الكلية.
وفي لقاء مع (صحيفة حبر) قال الدكتور (أحمد قوجة) عميد كلية طب الأسنان في جامعة إدلب: “إن الكلية من الكليات التطبيقية التي يتم تدريب الطلاب فيها وفق مرحلتين يتلقون فيهما العلوم الطبية الأساسية، بالإضافة إلى العلوم المتعلقة باختصاصات طب الأسنان.”
أما المرحلة الأولى بحسب الدكتور (أحمد) فهي مرحلة مخبرية تشمل السنوات الثلاث الأولى، وفيها يتم تدريب الطلاب على تنفيذ المعالجات ضمن المخابر التخصصية على أسنان صناعية وأسنان طبيعية مقلوعة، وتضمن مخابر هذه المرحلة على أجهزة وهامات ووحدات سنية تحاكي وضعيات المريض على كرسي المعالجة السنية.
وتابع الدكتور أن “المرحلة الثانية هي المرحلة السريرية التي تشمل السنتين الرابعة والخامسة، وينتقل الطلاب فيها لتنفيذ المعالجات على المرضى بعد أن يكونوا قد أتموا تدريبهم المخبري، وفي هذه المرحلة يقدم الطلاب للمرضى جميع أنواع العلاجات السنية بدءًا من تشخيص ومعالجة أمراض الفم كقلع الأسنان ومعالجتها والمحافظة عليها، ومعالجة الأسنان اللبية والتيجان والجسور والمعالجات اللثوية، ومعالجة أسنان الأطفال، والأجهزة السنية المتحركة (البدلات) الكاملة والجزئية، بالإضافة إلى بعض المعالجات التقويمية البسيطة.”
وكشف الدكتور (أحمد) عن عدم زيادة أعداد الطلاب بشكل كبير بغية إعطاء الطلاب الفرصة الكافية للتدريب والاعتماد على الكيف أكثر من الكم، والوصول لمستوى ممتاز.
وعن الخدمات المُقدَّمة للمرضى قال الدكتور: “إن هذه الخدمات تتم تحت إشراف أخصائيين أكاديميين ضمن مختلف علوم طب الأسنان، والإشراف يكون بشكل مباشر من قبل أكثر من طبيب ضمن جلسة العملي؛ لتفادي وقوع الطالب بالأخطاء، والإشراف على مراحل العمل وتنفيذها بالشكل الصحيح، وكما ذكرنا سابقًا فإن الطالب لا ينتقل لمعالجة المرضى قبل أن يكون قد أتم تدريبه المخبري على دُمى صناعية مماثلة لوضعية المريض على كرسي المعالجة السنية.”
وعن مسألة ثقة المرضى بمعالجات الطلاب أوضح الدكتور (أحمد) أن “الثقة تأتي بالدرجة الأولى من إشراف الأطباء الاختصاصيين والأكاديميين ذوي الخبرة والكفاءة العالية.”
أما عن المشكلات التي تعاني منها الكلية فهي بالدرجة الأولى كما قال الدكتور “تأمين الأجهزة لتدريب الطلاب، وتأمين المواد والمستهلكات الضرورية للجلسات العملية، حيث ما يزال ينقصنا بعض المعدات الضرورية مثل وجود جهاز أشعة بانوراما ديجيتال على سبيل المثال لا الحصر.”
ويؤكد (محمد غيث) أحد طلاب السنة الخامسة في الكلية أنهم يقدمون الآن كافة الخدمات السنية السريرية من (تنظيف لِثة، وسحب عصب، وحشوات، وبدلات، وقلع)، بالإضافة إلى خدمات التوعية والاهتمام بنظافة الأسنان.
كما أشار إلى أن المشكلات تقل تدريجيًا بشكل عام؛ لأن إدارة الكلية تسعى جاهدة لتلافي العقبات والمشاكل التي يعاني منها الطلاب.
لكنه نوه في حديثه إلى أن المشكلة الرئيسة والأهم هي المكتبة، حيث هناك تأخر كبير في طبع المحاضرات مع احتكار ملفات ال pdf ومنع الطلاب من طباعتها خارج الكلية.
كما نوه أيضًا إلى القسط العالي الذي يدفعه الطالب في كل عام، كما أن تكلفة الخدمات السنية تقع على عاتق الطالب بنسبة ٨٠% وهي باهظة.
وختم (محمد) حديثه بالقول: “أخطط لمتابعة الدارسة في الكلية بقسم الدراسات العليا إن توفر ذلك؛ لخدمة الطلبة القادمين من بعدنا.”
وتجد (نسرين شرتح) وهي طالبة في الكلية أيضًا أن “كلية طب الأسنان هي الأولى في جامعة إدلب من حيث الكادر والإدارة والاهتمام والتسهيلات للطلاب والمستوى العلمي فيها، أنصح من يحب فرع طب الأسنان ألَّا يتوانى عن التسجيل فيها.”
الجدير بالذكر أن جامعة إدلب أعلنت بالتعاون مع إدارة معبر باب الهوى عن افتتاح أول مستشفى جامعي في المناطق المحررة، لخدمة طلاب الكليات الطبية في الجامعة.
ويبلغ أعداد الطلاب في الكليات الطبية في جامعة إدلب ما يقارب ١٦٠٠ طالب؛ ما بين طب بشري، وطب أسنان، وصيدلة.