بلال محمود خليفة |
كم كنا بحاجة إلى هذا الهجوم!
كم كنا بحاجة إلى هذه الصحوة!
كم كنا بحاجة إلى مشاعر الإحباط بشكل أكبر من مساعدة الأمم المتحدة والأمم المتفرقة، لنشعر بعدها بضرورة الاعتماد على أنفسنا بعد تذكر شعار الثورة: (مالنا غيرك يالله)، ليحل على أجسادنا ارتعاش يصرخ بنا وينعشنا ويحيي من رقد منا ومن غفا.
أيها الروس هجومكم الأخير أيقظنا، فهل تعلمون؟! استعدادكم والنظام السوري المتفاني بكم للمعركة أشعل فينا الثورة من جديد، لهيبًا يأكل الحقد بيننا، ويحرق حب السلطة فيكويه ويجعله سويًّا، ويجرح خلافاتنا البينية لتستلقي جانبًا فتنام أو تموت. لقد آمن من لم يؤمن بيننا قبل ذلك بأنكم احتلال، وعرف يقينًا أن ما ترميه طائراتكم من صواريخ على أطفالنا ليس ياسمينًا أو ورودًا، لقد أعطى هذا الهجوم منعكسًا جميلاً بأن ذكّرنا جميعًا بأنكم احتلال ويجب أن نتفق ضدكم، فهذا مشترك بين الجميع، وكأن الثورة تمر بمنعطف جديد له سماته الخاصة بهذا الهجوم، لذلك لا محال بأن يندم الروس ونظام الأسد على هذا الهجوم الذى بنى جسورًا كانت قد تكسرت بين الأحرار.
لو تعرضنا بنظرة إيجابية إلى فوائد هذا الهجوم يمكن أن نستخلص التالي:
1_ لقد جمع هذا الهجوم الأخير للروس والنظام السوري المتآكل شتات الفصائل الثورية من جديد ليضعها ضمن غرفة عمليات واحدة وجادة.
2_ نسيان المرحلة السابقة من الشتات العسكري كالهجوم على شرق السكة وما تبعه من خسارة.
3_ أبرز هذا الهجوم للميليشيات الروسية والنظام الأسدي تكتيكات جديدة للثوار في التصدي والهجوم والمناورة.
4_ تلاحم قطاعي منطقتي الثورة بشكل أكبر، فبتنا نرى مؤازرات من هنا إلى هناك.
5_ الدعم التركي ببعض الأسلحة النوعية للثوار.
6_ وقوف المدنيين في الشمال المحرر إلى جانب الثوار وتقديم يد العون بشكل أفضل من قَبل بالتدشيم والدعاء والدعم وما إلى ذلك.
7_ سرور الناس في المحرر بتصدي الثوار جميعًا للهجمة الشرسة الروسية واستيعابها والانقلاب عليها بالهجوم.
8_ أعطت بعض القادة مكانتهم وقيمتهم، فها هو عبد الباسط الساروت يبقى متفانيًا في ثورته وصدقه وإخلاصه، يستشهد فيلتف المحرر بالكامل حوله ليكون رمزًا من الرموز السورية مثل عبد القادر الصالح وآخرين، يلتف المحرر حوله ليذكّر الناس في ظل هذا الهجوم بأساسيات الثورة ويؤكد لهم ضرورة المثابرة على نهج الثورة وسيرتها الأولى.
9_ توحيد الخطاب الإعلامي للثورة والثوار.
ونحن نذكر بعض فوائد هجوم ميليشيات نظام الأسد المجرم والروس، أو منعكسات هذا الهجوم الإيجابية على الأحرار والمحرر، لا ننسى ما يحله هذا الهجوم من قتل للأطفال والشيوخ والنساء وتدمير للبنى التحتية، لكنها ثورة تأكل من تريد وتفعل ما تريد وتغير ما تريد بإذن الله، أضف إلى ذلك ما جعلته ثورتنا من تكيّف الناس مع الواقع بصورة أو بأخرى لتحقيق أهداف الثورة.
إنها الثورة تحقق ما نريده نحن بالفكر والتضحية والشهادة والعطاء والأمل والتفاؤل، ونسأل الله أن يعلي شأن هذه الثورة وينصرها ويخيب أماني أعدائها.
أخيرًا، شكرا لله وشكرًا لكل من ساهم من الأحرار بهذه المواجهة مع ميلشيات الإجرام كل في مكانه وثغره، وجزى الله كل من دعا للشام وأهلها وكل من ساهم بأي شيء أفضل الخير والجزاء.