عبد العزيز العباس |
عنوان غريب لرواية رومانسية أبطالها عبد الله وروان، تتميز أنّ أحداثها مأخوذة من قصة حقيقية حصلت في الواقع. هل الفقر هو المشكلة أم الجهل أم العادات والتقاليد؟
الرواية صغيرة جداً تقع في 186 صفحة، لكنها تحتوي على الحب والخيانة والظلم والخداع والإصرار على الفوز بالمحبوب، “نرجو من المقبلين على الزواج عدم اقتنائها لأنّها قد تُنهي زواجهم قبل أن يبدأ.” هكذا قُدمت الرواية بإحدى دور النشر التي طبعتها، فكيف لرواية رومانسية أبطالها ناس بسطاء جداً أن يكون لها كل هذا التأثير.
قصة حب جارف مشتعل من أول لقاء وليس من أول نظرة بين الأستاذ عبد الله الذي توظّف أستاذاً في مدرسة النشّمية استطاع في خلال أسبوعين فقط نيل حب الطلاب واحترام المدرسين، وكان يلقي التحية على الكل إلا روان التي لقيها مرةً بالصدفة فتبادلا الحديث واستطاعا بخطة محكمة أن يُقنعا أهل عبد الله بحضور حفل زفاف توفيق الأخ الأكبر لروان، وقد أعجبت روان كافة أفراد أسرة عبد الله إلا والده الذي، كما يقال، وضع العصي بالعجلات، فلماذا لم يوافق الوالد على الزواج.
لفهم هذا القرار الغريب والرفض العجيب علينا فهم شخصية والد عبد الله، إنه رجل متعلم ومثقف يحمل دكتوراة في الهندسة، كان سبب رفضه زواج عبد الله من روان الفارق الطبقي بين الأسرتين، فوالد روان يعمل نجاراً، “وهل العمل عيب؟ وأين النجار من المهندس؟” هكذا أخبر والد عبد الله ابنه على الهاتف، وقال له: “اترك هذه الفتاة ولا تفتح هذه السيرة مجدداً.”
يُحاول عبد الله مع والده دون جدوى، ثم يقرر الزواج بروان دون موافقة والده، ثم ينجب (خالد، وراشد وولدًا ثالثًا) وينتقل للعمل في السعودية.
أهم تحول في الرواية هو حوار يدور بين عبد الله وروان عن صديقة لها قام زوجها بضربها؛ لأنّه اكتشف أنّها غير عذراء في ليلة الدخلة، لكنّ عبد الله بدأ الفار يلعب بعبه كما يقال، هل كانت القصة التي ذكرتها روان عن صديقتها حقيقية؟ وكان ذلك الحوار قبل أن يتزوجا.
الغيرة والشك أكلت قلب عبد الله بعد أن أوصى زوجته روان بأخذ حبوب منع الحمل، لكنها حملت من جديد وبعد 4 أشهر على ولادة خالد، لماذا تخالف روان أوامره؟ ومن هو الشخص الذي يتحكم بها ويوجهها؟ قال عبد الله لنفسه: “لعلها أختها أقنعتها بالإكثار من إنجاب الأطفال كي تربطني بها.”
الفاجعة التي اكتشفها عبد الله كانت أكبر من أختها، بل علاقة بين روان والمحامي الذي عملت عنده قبل 12 سنة، وكان يحبها كثيراً كما ذكرت، وبعد البحث يجد الرسائل في هاتفها ويقرر تطليقها؛ لأنها خانته لمدة 5 سنوات وخانت أهلها 7 سنوات، لكنّ حبه الشديد لها وورعه يمنعه أن يفضحها للمرة الثانية بعد ليلة الدخلة.
يترك عبد الله زوجه روان ويسرح في أحزانه حتى يموت بمرض قلبي وتحترق هي الأخرى في منزلها بعد أن أصبحت مشلولةً.
عبد الله أخطأ حين عرف من البداية بخيانتها ولم يواجهها بذلك، كانت نظرة والد عبد الله الطبقية لروان مرض عنصري نعاني منه في مجتمعاتنا العربية، فهي، وإن كانت لاجئة أو نازحة، فهذا ليس خيارها لكن خيارها هو تصرفاتها وأخلاقها.
عبد الله شخصيته رومانسية جداً وهذا خطأ كبير؛ لأنّ العاطفة الدينية قد تؤدي بصاحبها إلى التهلكة فهو شخص انطوائي خجول قليل التجربة.
في نهاية الرواية يقع صاحب عبد الله بالخطأ نفسه الذي وقعت فيه روان؛ لأنّه أراد الانتقام لعبد الله من جميع النساء وهذا لا يجوز؛ لأن التعميم خطأ وظلم.