غسان دنو |
أثارت العواصف الرعدية المصحوبة بالأمطار التي ضربت المحافظات السورية بداية موسم الشتاء، استغراب الأهالي في المناطق المحررة شمال البلاد لعدم عمل ألواح الطاقة الشمسية، ومنهم من تلفت لديه الألواح بعد انقضاء الأمطار الرعدية دون أن يدري لمَ حدث ذلك.
(أبو أحمد) نازح من مدينة حلب تفاجأ بعمل منظومة الطاقة الشمسية ليلاً، حيث أقلع جهاز (الإنفلتر) الأوتوماتيكي عدة مرات بالتزامن مع ضربات الرعد والبرق، فجلس يراقب شاشة جهاز (الإنفلتر) وهي تعطي إشارة شحن البطاريات للحظات، ثم تنطفئ.
وعلى الرغم من عدم لحاق الضرر بالإنفلتر، لقيام (أبو أحمد) بفصل القطب الموجب النازل من ألواح الطاقة عن منظومته، إلا أن العديد من الأهالي اشتكوا بحسب ما رصت (صحيفة حبر) من تلف أجزاء من المنظومات المنزلية خاصة (الإنفلتر) بسبب العاصفة الرعدية التي ستتكرر حتمًا خلال الشتاء.
ورغم وجود أضرار تُصيب منظومة الطاقة ناتجة عن البرق إلا أن البعض يعتقد بالاستفادة من الفولطية العالية جدًا المصاحبة للبرق في شحن البطاريات، فهل يصح ذلك؟
(صحيفة حبر) استقصت عن الأمر لمعرفة مدى الاستفادة والضرر الذي يحصل بسبب البرق في منظومات الطاقة الشمسية.
السيد (عامر كشكش) صاحب شركة منظومات طاقة شمسية وتوابعها بمنطقة (الصليبة) في محافظة إدلب، أفادنا بأنه “يجب أن ننفي فكرة الاستفادة من البرق كليًا، فالأمر مرفوض علميًا وعقليًا، فضربة البرق وليس الرعد تستمر للحظة (جزء من الثانية) بفولطية عالية جدًا يمكن تتجاوز 1000 فولط، وتسبب العديد من الأضرار لمنظومة الطاقة الشمسية بغض النظر عن نوعها (آلية/ يدوية) وقد تسبب تلفًا في خلايا الألواح الشمسية والإنفلتر (فولترونيك)، وحتى البطاريات”.
ويتابع: ” لذا يجب حمايتها، ولكن الأمر مكلف جدًا في حال استخدام الطرق العلمية، مثل تركيب موانع للصواعق والبرق، وهي عبارة عن إبر مستقبلة للبرق (قضبان نحاسية طويلة) يوصل بها كبل نحاسي بقطر لا يقل عن 16 ملم، وينتهي بحفرة فنية أرضية مخصصة لامتصاص الموجات العالية الفولطية.”
وعند سؤالنا السيد (عامر) عن البدائل أجابنا وغيره من أصحاب الشركات التي تعمل ببيع أنظمة الطاقة البديلة:
- يمكن استخدام قاطع (DC) يوصل مع الإنفلتر مهمته استشعار التيار الناشئ عن موجة البرق، حيث يعمل على قصر الدارة ومنع مرور التيار نحو الإنفلتر وإحداث أضرار به أو بالبطاريات.
وهذا القاطع جيد صباحًا وليلاً خاصة والمنظومة في حالة عمل وتغذي أجهزة المنزل أو المحل، لكن موثوقيته ضعيفة، حيث يمكن أن ينصهر من شدة التيار ويصبح جزءًا ناقلًا له، كما يُعد مرتفع الثمن نسبيًا بسعر 13 دولارًا.
- ممكن استخدام طريقة أبسط وأرخص بتركيب قاطع (سكين) يدوي ثمنه 1.5 دولار بشكل متوسط، ومهمته مضمونة بمنع مرور التيار في الأجواء الماطرة المصاحبة لموجات البرق.
ولكن هذه الطريق لا تسمح بشحن البطاريات مطلقًا، وعلى من يستخدمها لحماية منظومة الطاقة الاعتماد على مصدر آخر للكهرباء.
وتعاني مدن الشمال السوري من انقطاع تام للتيار للكهربائي منذ سنوات، الأمر الذي يدفع السكان للاشتراك بالأمبيرات من المولدات العامة والخاصة في مدينة (إدلب)، التي تعدُّ مرتفعة الثمن بمقدار 35 ليرة للأمبير الواحد ولمدة ساعتين ونصف يوميًا، لذا لجأ الأهالي وأصحاب المحالات التجارية المقتدرين على تركيب منظومات الطاقة الشمسية التي عوضت الفقد الكبير للكهرباء.
ويكمن الحل بالتوصل، بحسب ناشطين، لاتفاق بين الشركات التركية الخاصة والعامة لتغذية مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ بالكهرباء على غرار مدن شمال حلب (الباب، وأعزاز)، ومؤخرًا عفرين؛ للتخفيف من معاناة الأهالي.