بقلم أحمد جعلوك
عندما يشعر الإنسان أنّ البيئة المحيطة به لا تحترم رأيه وتقوم دوماً بتلقف الأخطاء لديه وتعززها، ذلك يصيبه بالإحباط واليأس، ويبدأ البحث عن واقع آخر يحترم كينونته، والعالم الافتراضي يشكّل هذا الواقع الذي يبنيه الشخص كما يحب له أن يكون.
قد يقول البعض: إنَّ الآخر هنا من يدمر واقعي، ولست أنا من يدمره، ولكن هذا الظن خاطئ، فالتغيير يجب أن يبدأ منك أنت وليس من الآخر، فالآخر لم يكن يشكّل سوى عقبة في وجه واقعك والتي ينبغي عليك أن تتجاوزها وتتغلب عليها.
والسؤال هنا: كيف لي أن أقوم بالتغيير؟
مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الدردشة اختصرت لنا الكثير، فيمكنك أن تتواصل بأي وقت مع أي شخص أينما كان، ويمكنك الحصول على المعلومات بأسرع وقت، ويوفر الانترنت التعلم عن بعد، وكذلك يمكن عقد الاجتماعات والمحاضرات، ويمكنك التعبير عن الفكرة التي تجول في دائرة تفكيرك بغض النظر عن درجة أهميتها، ولكن هذه السهولة اقتربت في أحيان كثيرة إلى درجة الغلو في الاستخدام والأمثلة على ذلك كثيرة مما تشاهدونه على الفيس بوك وغيره.
التغيير يبدأ منك أنت بأن تحترم ذاتك قبل احترام ذوات الآخرين، فليس ضرورياً أن أتصفح الانترنت طوال جلوسي مع عائلتي، أو بحضور الأصدقاء، التغيير يبدأ بأن تأخذ كلام طفلك أو أخيك الصغير بكل جدية، وألا تهمل ما يقول، فما هو تافه أو ليس له قيمة بالنسبة إليك هو ذاته شيء عظيم بالنسبة له.
إهمال محيطك لك دفعك للعزلة، ودفعك للبحث عن عالمك الآخر، فإذا أردت لطفلك ألّا يحذوا حذوك، وألّا يصبح معزولاً اجتماعيا، فاصغ له، وعلمه أن التقنية يجب أن تستخدم لتطوير الذات وكسب المعارف التي بها يرتقي الإنسان، وعند ذلك تكون قد بدأت ببناء واقعك كما يجب له أن يكون.