بقلم: شمس الهاديالسر هو أن تبقىثابتاً على ثوابتك، مهما كان يبدو أن ذلك مستحيل أو صعب على الأقل.في طريقك في المضي… نحو غايتك النبيلة، وقضيتك العادلة، وسائلك لا بدّ أن تكون وتبقى نبيلة وعادلة… وإلا فإنك تشكك بعدالة قضيتك ونبل مبدئك .لابد أن تتمسك وبكل قوتك… وبكل إصرارك على حلمك… وبكل طهر وسمو المبدأ الذي تؤمن به… أن تتشبث بطهر الخطوات ووضع كل شيء في النور… شفافاً واضحاً نقياً لا لبس فيه ولا مكان لضبابية في الرؤية… أو عماية في الوسيلة… أو حتى لبس وغموض .إن كنت تمضي نحو الشمس… وتحلم بالنور… وتكافح الظلام…فلماذا؟؟ نعم لماذا يا عاشق النور ترضى بالظلام؟؟لماذا يا عاشق الحق تتاجر بالأوهام؟؟لماذا يا ثائراً بالصدق… ضد الزيف والكذب… تظن أنك قد تُنصر يوماً… وأنت تخون عدالة نفس مبدئك، وتقبل أن تكذب أو تزيف؟؟؟أيها الثائر… يا أيها الحر الطاهر… يا أيها المسلم أو المسيحي … مهما كنت ومهما كان انتماؤك… فأنت تؤمن بالصدق والعدل والحق… ولولا ذلك لما كنت ثائراً…أيها الطيب الطاهر المناضل ضد الظلم والعسف والجور…يا حاملاً… روحك على كفك وماضياً… متحدياً… لا تهاب كل جبروت البغي والعسف… لا يردّك تشرّد أو دمار… أو فقر أو انحسار…نعم … إياك… إياك… أخاطب… أنت… أنت…إن كنت تعتقد وما زلت… أنك ثائر حر… لم تطفئ الكبوات والخيانات ولا النكسات والآلام النار المستعرة في روحك التي تطلب الحرية…إن كنت مؤمناً وتعتقد فعلاً… بصوابيّة ما تؤمن به… تؤمن فعلاً… أن القيم… عادلة ومحقّة ونبيلة… وقد وجدت لتكون… وتعيش… وتحيا… لا في قلوبنا وعقولنا فحسب… بل لتحيا على الأرض… لتمشي عليها… لتكونها أنت بسلوكك…إن كنت تؤمن أن الرسالات… والدعوات… وجدت… لتغيّر الكون للأفضل…فعليك يا… صديقي… عليك أن تكون أنت ذلك التغييرأنت… البداية منك… أنت…أيها الإنسان الصديق الرفيق…لا تتوقع أن تنتصر قضيتك العادلة… حين تكون أنت أول خونتها… وأنت تكذب… مبرراً هذا بمليون تبرير…لا تتوقع أن تفوز ثورتك في نضال ضد الظلم… وأنت تظلم… وربما أقرب الناس إليك…لا تتوقع… أن تنال مرادك في الانتصار على الديكتاتور… وأنت ديكتاتور… مثله… من أصغر مؤسسة في مجتمعك… وحتى أكبر مؤسسة وهي الدولة…أيها الصديق… المناضل من أجل حريتك وحرية إخوتك في السجن الكبير، وهو وطنك المحتل، والسجن الصغير وهو المعتقل… .تذكر أنك كما تريد لك ولنا الحرية… يجب أن تريدها لهم هم أيضاً… وأن تدعوهم لاعتناقها بنبل خلقك وانصافك وعدالتك وإنسانيتك…لا تجعل الحرب والثورة تنسيك… أنك إنسان… ويجب أن تكون إنساناً مع الجميع…إنساناً يا صديقي… حتى مع الحيوان… وحتى مع من فقدوا ربما كل بقايا الإنسانية …أعلم… أنني الآن قد أجعلك ربما تستشيط غضباً… وتقول كما آذى ودمر وكذب واستحقر… من حقي أن أرد بالمثل… نعم… نعم من حقك أن ترد… من حقك أن ترد…لكن همسة صغيرة في أذنك أقولها… لن تستطيع أن تطفئ النار بالنار… فالنار يطفئها الماء .لن تستطيع أن تقضي على الكذب والزيف بالكذب… فالكذب يظهر قذارته ويفضحه الصدق النقي كضوء نهار أبلج لا تشوبه شائبة…لن تستطيع أن تكسب قلوب الناس وتجمعها حولك مرة أخرى… إلا بالإنسانية والعدل واحترام الحرية… التي خرجت أنت في البداية مخاطراً بكل حياتك من أجل أن تطالب بها… فلماذا تعطي نفسك الحق اليوم ربما في أن تصادر حرية غيرك أو لسبب مهما كان أن تمتهن إنسانيته أو تحقره أو تظلمه وحتى لو كان عدواً محارباً ظالماً منتهكاً ؟؟أيها الثائر الصديق… هل عرفت صاحب رسالة أو دعوة سامية بين البشر… فاز أو انتصر وهو يخالف هذه المبادئ ؟؟هل خالف سيد البشر وقدوتهم وإمامهم هذه المبادئ الإنسانية السامية مع عدو أو صديق؟؟ في حربٍ أو سلم أو حصار أو قهر أو تجويع أو أي شكلٍ من أشكال الأذى الماديّ أو المعنويّ أو الجسديّ ؟؟لا أقول لك أن تلقي سلاحك أو تتوقف عن نضالك… أو تهادن أو تسالم… معاذ الله…كل ما أقوله هو…كنت نبيلاً… وخرجت نبيلاً… فابق نبيلاً حتى في حربك…كنت مناضلاً حراً ثائراً طاهراً… فابق كما أنت… وإن تعثرت فعد وتذكر طهرك الأول…يــــــــــا صديق… الحرب الأولى التي يجب أن تربحها… هي معركتك… مع نفسك…حين… تكسبها… يا صديقي…سوف… تربح … الحرب.