بقلم : نور العلييختلفُ كلِّ واحدٍ منَّا عن الآخر في نفسه وفي الآخرين، وقد يكونُ رأيُ أحدنا موضوعياً أو يكون شكلياً أو خيالياً، وهذا الرأي نتاجُ عوامل كثيرة وراثية وبيئية أثرت فينا. ويرى بعض الناس في أنفسهم الجمال بصورة مرضية غير واقعية ونرجسية، ويتعدى الأمر الذات ليحاول أن يفرض على المحيطين به هذا التصور.هؤلاء الأشخاص المغرورون هم في حقيقة أمرهم مخدوعون، وغالباً ما يرفضهم المجتمع، ولا يرغب أحد في الاتصال بهم إلا لعلة ما.ونقيض هذا النموذج يوجد نموذج يرى أنَّه فاشل، لا قدرة لديه أو موهبة يمكن أن يرتكز عليها، وليس عنده ما يفخر به من حسب أو نسب أو شهادة أو إمكانات.وهناك صنفٌ ثالث ينظر بواقعية إلى ذاته ويدرك حقيقة إمكاناته، فلا يبالغ في حسناته ولا يهوِّل من سيئاته، ويعمل على التحرر من ضعفه البشري وخطئه السلوكي.والشعور بالعظمة أو الدونية ينتج منه مشاكل كثيرة، إذ يتولد شعور بالرفض من داخل نفس الشخص والمحيطين، ممَّا يفقده عنصر الثقة. وليس الشخص العظيم هو المبتكر فحسب، ولكنه هو الذي يؤدي عمله بمقدرة وإبداع مهما صغر هذا العمل أو كبر، فالزوجة التي تحسن رعاية أولادها وخدمة زوجها هي زوجة عظيمة.والمرأة العظيمة متوازنة تعرف نفسها وطريقها، هدفها ليس إثبات الذات وسماع الثناء من الأخريات، ولكنَّها المرأة القادرة على النهوض بأعبائها الحياتية الزوجية.تحب الناس و تقدِّر الآخرين وتحترمهم ويقدرها الآخرون ويحترمونها، ابتداءً من زوجها وأولادها، تعرف أخطاءها فتحاول أن تصوبها ولا تكررها أو تبررها، تتقبل النقد ولا تقدم النقد للآخرين بروح عدائية، تقرب المسافات بين عقل زوجها وعقلها وتجعل هدفهما واحدًا.