تدور قصة فيلم “الآباء والأبناء” المرشح لجائزة أوسكار العالمية عن فئة الافلام الوثائقية المنتج بين عامي ٢٠١٤م، و٢٠١٥م، من إخراج السوري “طلال ديركي” والذي تم تصويره بريف محافظة إدلب حول شخصية الرجل “حسين حبوش” المكنى “بأبي أسامة” الذي يعيش في قرية خان السبل بريف إدلب ولديه اثنا عشرة ولداً، سمى ابنه أسامة على اسم زعيم قائد تنظيم الدولة السابق “أسامة بن لادن” وابنه أيمن على اسم أيمن الظواهري مختص بالتفخيخ والألغام وهو ليس شخصية جهادية ولا أميراً أو قيادياً بجبهة النصرة وهو أقرب للبساطة، ينضم هذا الرجل لفصيل “جبهة النصرة” المعارضة المسماة حالياً -هيئة تحرير الشام” ويعرض الفيلم معاملته لأولاده وتربيته لهم وكيف يصاب وتبتر ساقه فيرسل أولاده للتدريب في معسكرات جبهة النصرة فيقبل أسامة المتفوق بالمعسكر ويرفض أيمن فيذهب ليكمل دراسته.
أثار الفيلم موجة انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان ترشحه للجائزة قبل أيام بين السوريين كونه ينقل صورة مشوهة عن السوريين الذين رأوا انه ركز على موضوع الجماعات الإسلامية بمناطق الثورة السورية وتجاهل أن قوات النظام هي سبب مأساة السوريين الأساسية خصوصاً أنه صور أبرز المناطق المحررة التي تعد مأوى للكثير من المهجرين والنازحين من باقي المناطق، ولأن هذه المنطقة تتعرض بشكل دائم للقصف والدمار من روسيا وميليشيات قوات النظام بحجة أن داخل إدلب عناصر متطرفة.
ومن بين الانتقادات عبر مواقع التواصل رأي الفنان السوري جمال سليمان الذي قال إن الفيلم مضلل وغير حقيقي لأنه يظهر الإرهاب والتطرف بمعزل عن السياق العام الموجود في سوريا، فالمعروف أن النظام هو من أخرج المتشددين من السجون حتى يشاركوا في الحرب، وحمل سليمان نظام الأسد المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع بسوريا بعد حكمها باسم حزب البعث واحكم قبضته على التعليم والاقتصاد والأمن والحياة الاجتماعية مما أدى لوصول البلد لهذا الوضع رغم أن السوريين معروفين تاريخياً بالاعتدال.
أما رئيس رابطة الصحفيين السوريين “علي عيد” فقد انتقد الفيلم وطالب المعجبين ألا يهاجموا منتقدي الفيلم معتبراً الموضوع الأساسي هو في الأخلاقيات والتقنيات والمضمون، وانتقد الفيلم واعتبر أنه لغير السوريين ووصفه بأنه فيلم لنيل الجوائز وليس للتاريخ.
وواجه ايضاً الكثير من غضب الشارع السوري وسخطه خصوصاً أنه يزور الوقائع والأحداث ويساهم باستكمال معاناة السوريين ومشاركة المجتمع الدولي بقتل الناس العزل دون أن يساعد أحد بإيقاف شلالات الدماء التي تجري في سوريا.
الجدير بالذكر أن إنتاج الفيلم مشترك سوري ألماني لبناني ومدته ٩٩ دقيقة، وقد عرض بمهرجان الأفلام الوثائقية بأمستردام ومهرجان صندانس بالولايات المتحدة ومهرجانات سينمائية أخرى في اليونان ورومانيا و استونيا وسويسرا و لوكسمبورغ وبعد ترشيحه للأوسكار فشل بنيل الجائزة.