المعتصم الخالدي |
تزخر سورية بالطاقات الشبابية والمواهب الكثيرة والمعطاءة، التي تستطيع صناعة الكثير من الإبداعات وفي مجالات عديدة ومختلفة، وأثبت ذلك قيام الثورة السورية وما تلاها من موجات هجرة للسوريين إلى أوروبا، التي وجد فيها الشباب السوري فرصة كبيرة لتفجير طاقاتهم وإمكانياتهم الكبيرة.
تلك الطاقات التي كان النظام السوري، ولعدة قرون، يحاول جاهدًا كبتها وإطفاء المواهب السورية وحبسها.
ومن بين تلك المواهب المتألقة والمتفوقة المخترع السوري الشاب (مجد أبازيد)، الذي حاز اختراعه الطبي الأخير على براءة اختراع هي الأولى من نوعها لمغترب سوري من المركز الأوروبي للاختراعات.
التقت (صحيفة حبر) بالمخترع (مجد أبازيد) للحديث عن اختراعه وماهية عمله وفترة لجوئه واغترابه في فرنسا.
بداية سيد (مجد) لو تحدثنا عن اختراعك وتفاصيله ومهامه وفوائده؟
“أهلا بكم، اختراعي هو طريقة قائمة على علم المعلومات والذكاء الاصطناعي باستخدام إشارات الدماغ الكهربائية EEG.
أثبت فعالية في الكشف المبكر عن مرض (الزهايمر) وأمراض أخرى من خلال تطبيقها على قاعدة معطيات أعطاني إياها مستشفى فرنسي منخرط بالبحث العلمي، ولكن يجب تطبيق الاختراع في الظروف العملية في مشافٍ أخرى خارج مراكز البحث العلمي للتأكد من فعالية الاختراع، وهذا مرتبط بتطور تقنيات التقاط الإشارات الكهربائية للدماغ EEG، الأمر الذي سيسمح للكوادر الطبية زيادة الاعتماد على EEG ؛ للكشف عن الأمراض وتشخيصها، ونحن نشهد في السنين الأخيرة تطورًا مهمًا في هذا المجال، وبعض المستشفيات قد بدأت فعلاً باستخدام EEG بعد الدراسات العلمية الكثيرة التي تؤكد فعاليته.
أهمية الكشف المبكر عن مرض (الزهايمر) هي أنه في وقتنا حالي لا يوجد علاج له، وكل الأدوية وظيفتها وقف تدهور حالة المريض، وهي غالية الثمن ولها أعراض ثانوية لا يستهان بها.”
وصل مجد إلى فرنسا عام 2014، ومع كثرة التحديات بالنسبة إليه كونه شابًا هاربًا من الحرب، قرر إكمال دراسته الأكاديمية ليحصل على شهادة الليسانس هندسة من جامعة “كريتيهParis12″، وبعد عامين من ذلك حصل على ماجستير في البحث العلمي (مجال علم المعلومات والذكاء الاصطناعي) من جامعة”Paris Sacaly” الفرنسية، ليعمل بعدها ولمدة سنة واحدة مهندسَ بحث علمي في الجامعة نفسها، خلال هذه السنة، نشر لأول مرة أوراق بحث علمية، وكانت في مجال القياسات الحيوية والتواقيع الإلكترونية، يقول مجد:
“بعد ثلاثة أشهر من العمل بالدكتوراه، وجدت فكرة الاختراع بمساعدة مشرفتي في الدكتوراه وشريكتي في براءة الاختراع الدكتورة (نسمة حوماني) وهي من أصل جزائري، ثم أخذت الأمور الإدارية حوالي ستة أشهر، حتى حصلت على الموافقة من المركز الأوروبي للاختراعات.”
ما العوامل التي ساعدتك للمضي قُدمًا فيما سعيت إليه ووصلت؟
“العوامل المساعدة هي ظروف البحث العلمي في فرنسا التي تحترم الباحث وتقدم له الجو المناسب للإبداع؛ فريق الدكتوراه المشرف على دراستي وتوجيهي أعطاني هامشًا مقبولًا جدًا من الحرية لأختبر أفكارًا جديدة”.
ما الخطوة القادمة بالنسبة إليك؟ وما النصيحة التي تقدمها للشباب السوري الطموح في المهجر؟
“الخطوة التالية تسجيل براءة الاختراع في المركز الأمريكي لكي تصبح براءة اختراع عالمية بدلاً من أوروبية، وبقي لي سنتان للانتهاء من دراسة الدكتوراه المرهقة جدًا.
نصيحتي للشباب السوري محاولة تعلم اللغة بشكل جدي منذ البداية؛ لأهميتها في الاندماج والدراسة الجامعية لاحقًا، والاستفادة من فرصة وجودهم في أوروبا للحصول على مستوى علمي جيد لإثبات ذاتهم وتحقيق أحلامهم”.
(مجد أبازيد) مثال حي على تفوق العقل السوري ووجود نوابغ وعبقريات ستساهم ببناء سورية الجديدة الحرة، ودليل دامغ على كذب النظام ودعايته المكشوفة بأن الشعب السوري هو مجموعة متطرفين وإرهابيين، ويبقى تشجيع تلك المواهب وصقلها أمر مهم جدًا في إيصال الصوت السوري وقضيته إلى العالم.