ساهمت المنظمات والمؤسسات التي تعنى بالطفل في التخفيف من تأثير الحرب على الأطفال السوريين عن طريق الاهتمام بالصحة النفسية وتطبيق برامج الدعم النفسي التي تعد الأنشطة الترفيهية والحفل من أهم وسائلها في توفير مساحة آمنة للأطفال.
وتستهدف هذه الأنشطة الأطفال الذين يقطنون في مناطق تتعرض للقصف بغية التخلص من مخلفات الحرب النفسية، وتكون الألعاب والمسابقات والأنشطة التي تحض على قيم المحبة والتعاون حاضرة في كل حفل ترفيهي مما يؤدي إلى دمج الترفيه مع القيم التي تنشدها الإنسانية.
وفي مدينة الأتارب نظّمت عدة مؤسسات مدنية تهتم بالطفل حفلاً ترفيهياً لأطفال المدينة بمناسبة عيد الفطر، وتتضمن الحفل فقرات ترفيهية حملت في بعضها تميزاً لم نشاهده في أنشطة أخرى.
أُقيم الحفل في المركز الثقافي في مدينة الأتارب بإشراف: لجنة حماية الطفل في مدينة الأتارب “مركز بناء الأسرة” بالتعاون مع فلوكا الحرية وبسمة أمل.
استقبل الأطفال الحضورَ وطلبوا من كل شخص أن يكتب أمنيته لسورية، وألقى الطفل محمد بركات كلمة الحفل الافتتاحية ثم بدأت أولى الفقرات برقصة قدمها الأطفال.
وكانت الفقرة التي ميزت الحفل مسرحية “كلنا سورية” التي مثّلها الأطفال وتحاول الآنسة بتول حميدو مؤلفة المسرحية أن ترسخ مفهوم التآخي والتسامح وبث الروح الوطنية.
تقول الآنسة بتول: “الهدف من المسرحية تأكيد أننا شعب واحد على أرض واحدة، نكمِّل بعضنا، وجع أحدنا وجعٌ للجميع وفرحه فرحنا، وحاولنا أن نوصل هذه الفكرة للأطفال من خلال الحض على التلاحم وتنمية الحس بالمسؤولية وروح الجماعة”
تتمحور المسرحية حول فكرة وحدة الأراضي السورية إذ أدت الطفلة ماريا دور الأم سورية وهي تخفف آلام بناتها “المحافظات السورية” التي سامها النظام قتلاً وتهجيراً، تنبذ الأم كل الخلافات والاختلافات لتصهرها في بوتقة الوحدة الوطنية والإنسانية.
وأخرج المسرحية الأستاذ محمود الهدى “مخرج مسرحي ومنشِّط” الذي أشرف بدوره على تقديم الفقرات والأنشطة والمسابقات التي ضمها الحفل.
صحيفة حبر التقت الأستاذ بلال “مسؤول حماية في المجتمع” الذي قال: ” نحاول من خلال أنشطتنا أن نعيد فرحة الأطفال رغم كل الأجواء الصعبة التي تمر بنا، أنشطتنا متنوعة، قمنا بتوزيع حقائب حماية ومنشورات حول خصائص النمو والتوعية، نحاول الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال وتحقيق نتائج أكبر في مجال الدعم النفسي وتأمين حقوق الطفل”
وأجرت اللجنة استبانة للأطفال حول المشكلات التي يعانوا منها داخل الأسرة، ووزعت اللجنة من خلال هذه الاستبانة إرشادات توعوية للأهالي الذين حضروا الحفل.
كما التقينا مع الآنسة ميساء المحمود مديرة مركز بناء الأسرة التي قالت: “المركز يعنى بالمرأة والطفل تعليمياً ومهنياً، أقمنا عدة ورشات ودورات تدريبية، واستهدفنا خلال عام ما يقارب 550 امرأة و200 طفل، أقمنا هذه الفعالية لإدخال السرور إلى قلوب الأطفال، وحاول الأطفال من خلال هذه المسرحية إيصال رسالة إلى كل العالم مفادها أنه رغم كل التهجير والتغيير الديموغرافي ستبقى سورية بلداً واحداً يجمع تحت ظلاله كل السوريين على المحبة والتسامح والإخاء دون تفريق، واجهنا مشكلة في مدى تقبل الأطفال لهذا الحفل ومدى استيعاب الأطفال لفكرة المسرحية، واستهدفنا عدداً من الأطفال النازحين وعدد من أطفال الأتارب، ونشكر فلوكا الحرية وبسمة أمل على مساعدتهم المادية لنا إضافة إلى لجنة حراس الطفولة التي ساهمت معنا في إنجاح هذا العمل.”
وتساهم هذه الأنشطة في التخفيف من آثار الحرب لتعيد للطفولة بسمتها وتعيد للأطفال حقهم المشروع في الحياة .. الحياة التي تزينها أمنيات الأطفال الأحرار بوطن يخلو من الدمار والحصار.