ما زالت إرادة الشعب السوري الثائر قوية وصامدة في وجه كلِّ العواصف التي تحاول أن تقتلعها من جذورها، فها هو الشعب ينظم من جديد مظاهرات سلمية تؤكد على استمرارية الثورية وتماسكها في وقت بات يلوح لبعض المرجفين بعد مؤتمر الأستانة السادس أنَّ أوراق خريفها السابع أوشكت على السقوط وهيهات عنهم ذلك.
نقول لهؤلاء المرجفين: إنَّ النظام السوري وحلفاءه الروس والإيرانيين لو كان بمقدورهم أن يُجهزوا على ثورة هذا الشعب لأجهزوا عليه منذ قترة بعيدة، لكن رغم كلِّ ترسانتهم العسكرية لم يستطيعوا أن يكسروا إرادة الثوار، ولذلك عمدوا مع أصدقاء الشعب السوري إلى حرف الثورة عن مسارها عبر طرق أخرى لا يواجهون فيها إرادة الشعب كاملة بل وبشكل لا يُعتبرون فيه ويظهرون أنَّهم يحرفون الثورة عن مسارها الحقيقي.
ولا يخفى على أحد أنَّ تعدد المشارب الفكرية في الساحة السورية هي بمنزلة وضع العصي في عجلات الثورة اليتيمة، ولا يكاد يخفى هذا المشهد حتى في المظاهرات السلمية ذات الهدف الواحد والثابت المتمثل في الإصرار على إسقاط نظام المجرم بشار الأسد وزمرته وأعوانه.
وحينما خرجت مظاهرات العزة والإباء وعدم الاستسلام لأجرم نظام في التاريخ الحديث يوم الجمعة بتاريخ 24 / 9 / 2017م للتأكيد على المضي قدماً نحو أهداف الثورة، شُوهد أنَّ عدم الوعي والجنوح نحو الشخصنة النفسية وحماية المعتقدات الذاتية الواهية التي يعتقدها كل شخص بأحقية كل مشرب وفلاحه بقيادة الثورة إلى مرافئ تحقيق الهدف والاستقرار بمفرده والدفاع عنها، هي التي سادت أجواء بعض المظاهرات في بعض المناطق التي خرجت فيها هذه المظاهرات.
إذ انقلبت إحدى المظاهرات من شعارات الحرية والكرامة إلى تجسيد شعارات نظام الأسد الذي استحق بها مثل هذه الثورة العظيمة بسبب بعض الأفراد الذين لا يعون خطورة المرحلية التي نمر بها، فكانت هذه الشعارات بديلاً لشعار ألفه السوريون ردحاً من الزمن وهو (الله، سوريا، بشار وبس) وطبعاً مع حذف كلمة بشار ووضع صنماً آخر حديث الصنع مكانه.
ولكن لا شكَّ بأنَّ الشعب السوري العظيم سيلفظ مثل هؤلاء الأقزام الذين يؤججون نار الفتنة بعقليتهم التبعية؛ لأنَّه على قدر هذه الثورة التي هزت العالم باستقلاليتها وصمودها.
وليعلم رافعي شعارات الأسد في مناطقنا المحررة أنَّهم أخطأوا من حيث أرادوا الدفاع عن قضيتهم.
لذلك فليراجعوا أنفسهم، فنحن جميعنا لهذا الوطن، ومن هذا الوطن.