لقاء : فارس الحلبيحركة فجر الشام هي من الفصائل التي سمعنا عنها الكثير في ساحة القتال مع النظام الأسدي، وشهد لها بعدة انتصارات، وكان لها دور بارز في التصدي لمحاولة النظام إطباق الخناق على مدينة حلب، وقد التقينا قائدها العام أبا عبد الله الشامي، وجرى بيننا الحوار التالي:كيف تم تشكيل الحركة ولماذا تم اختيار اسم حركة وليس كأسماء الفصائل الأخرى؟حركة فجر الشام اﻹسلامية هي الولادة الثالثة لحركة الفجر اﻹسلامية التي تكونت على أرض الشام المباركة بعد عدة أشهر من بداية الحراك الثوري على أرض سورية، وأسسها شباب مسلم يحدوهم اﻷمل بأن تكون حركتهم نواة مشروع إسلامي يثمر بعد دفع العدو النصيري الصائل دولة إسلامية تحكم بشرع الله، ينعم أهلها بعز اﻹسلام وعدله. أما بالنسبة للاسم واختيار اسم حركة فمردّ ذلك إلى أن الحركة تطرح مشروعاً إسلامياً يعمل على ترشيد الحراك ونقله من الحالة الثورية إلى الحالة الجهادية، وصولاً إلى التمكين وتحكيم شرع رب العالمين، وذلك عبر كل الوسائل الشرعية الممكنة، القتالية منها والدعوية واﻹغاثية، وهذا بخلاف الفصائل التي تنشط فقط في الجانب العسكري.كيف هي علاقة الحركة مع باقي الفصائل والتشكيلات؟منذ البداية كان موقفنا كحركة من بقية الفصائل والتشكيلات واضحاً، فنحن نتعاون وننسق مع كل الصادقين في كل جهد صادق همه دفع العدو النصيري الصائل وتحكيم شرع الله في أرضه. وبالمقابل فنحن ضد كل متآمر على ثورة الشام وجهاد أهلها، عسكرياً كان أم مدنياً سواء في الداخل أم الخارج.ماهو مشروع الحركة السياسي وما مصادر الدعم؟مشروعنا واضح اﻷهداف ونشترك فيه مع كل مسلم صادق يجاهد لإعلاء كلمة الله وتحكيم شرع الله في أرضه، وقد بيّنا هذه اﻷهداف في البيان التعريفي للحركة، وتتمثل بدفع العدو النصيري الصائل وإدارة المناطق المحررة قضائياً وأمنياً وخدمياً، بالتعاون مع الفصائل الصادقة والعمل على تحكيم شرع الله في جميع مناحي الحياة.أما بالنسبة للدعم فنحن وطنّا أنفسنا ولله الحمد من البداية على حديث النبي صلى الله عليه وسلم (وجعل رزقي تحت ظل رمحي)، وعليه فغالب مانقاتل به مصدره غنائمنا من أعداء الرحمن، وكذلك فإننا لا نقبل أي دعم مشروط أو مشبوه ولذلك لايصلنا إلا الشيء القليل من بعض اﻹخوة الصادقين الذين يشاركونا الهدف والوسيلة.ما أماكن تواجد الحركة بشكل عام وجبهات حلب بشكل خاص وأهم إنجازات الحركة؟يتركز نشاط الحركة منذ تأسيسها في حلب وريفها مع وجود لها قديم وجديد في إدلب وحمص وحماة، وإن كان حتى اﻵن دون المستوى المطلوب، هذا ويرابط مجاهدو الحركة في عدد من الجبهات الهامة في حلب حيث يتواجدون على جبهات عزيزة والشيخ سعيد والراموسة وريف حلب الجنوبي، وهم يشاركون في جميع عمليات حلب تقريباً وخاصة في جبهة البريج والشيخ نجار، ومجاهدو الحركة ولله الحمد مشهود لهم بالشجاعة واﻹقدام والصبر على الرباط، ولعل من أهم إنجازاتهم قديماً وجديداً تحرير الكندي مرتين وتحرير خناصر وتحريرالشيخ سعيد وثكنة هنانو والطعانة وتفتناز، وغير ذلك من معارك عزيزة ونقيرين والشيخ نجار والريف الجنوبي وكفر صغير وأطمة.هل معركة حلب خاسرة وهل يمكن للنظام أن يحاصرها وماذا أعدت الحركة استعداداً لذلك؟لايخفى على أحد أن معركة حلب هي معركة مصيرية بالنسبة للحراك الجهادي والثوري على أرض الشام، خاصة في ظل الاقتتال الحاصل بين الفصائل الاسلامية والثورية من ناحية وبين جماعة الدولة اﻹسلامية من ناحية أخرى، حيث استغل النظام هذه الحالة من أجل إعادة سيطرته على حلب مدعوماً بتآمر صليبي صهيوني صفوي يمده بكل ما يحتاجه، ولكن وبفضل الله تمكن مجاهدو الحركة وبالتعاون مع باقي الفصائل الصادقة من تعزيز الجبهات وسد الثغرات، والعمل على استلام زمام المبادرة عبر مجموعة من المعارك، والله سبحانه تكفل بالشام وأهل الشام وهو المسؤول أن يكرم عباده بالنصر والتمكين وأن يجعل حلب بوابة هذا النصر.اشتكى العديد من المواطنين تجاوزات للمكتب الأمني التابع للحركة. فهل الحركة تمتلك سجناً مستقلاً وقضاءً مستقلاً؟ وكيف تتم معاملة السجناء عامة واﻷسرى خاصة؟نحن خرجنا لتحكيم شرع الله ورفع الظلم عن العباد، وكنا ولله الحمد من أوائل من سعى لتشكيل الهيئة الشرعية في حلب، ومن الطبيعي أن يكون للحركة مكتب أمني لأن المعركة التي نخوضها ليست عسكرية فحسب وإنّما أمنية واستخباراتية أيضاً. ولعل أبرز إنجازات هذا المكتب كشف شبكة ترمي الشرائح، وشبكات من الشبيحة والمخبرين، ولكن بالمقابل لانرضى أبداً أن يصدر عن هذا المكتب خاصة، أو أي مجاهد من الحركة، أيّ تعدّ أوظلم على الناس بغير وجه حق، ومكتبنا الشرعي مفتوح للجميع في حال صدر أي تجاوز، لمعالجة المسألة مباشرة. وأما عن طريقة تعاملنا مع السجناء واﻷسرى فأقول إننا نتعامل معهم وفق أحكام شريعتنا الغراء، ويقدمون إلى القضاء الشرعي الذي يحاكمهم بشرع الله.ما آلية وشروط الانضمام للحركة؟ وهل الخبرات عندكم كافية؟ وهل هناك هيكلية مؤسساتية لعمل الحركة؟شروط الانضمام سهلة؛ فنحن نقبل في صفوفنا المسلم العاقل البالغ الموحّد ذا السيرة الحسنة بضابط الالتزام بمشروع الحركة قولاً وعملاً.وهناك مكتب للموارد البشرية يتلقى الطلبات، ثم يحضر اﻷخ للمعسكر الإعدادي العام ثم التخصصي، وهذا المكتب يعمل ضمن منظومة مؤسساتية إدارية وشرعية وعسكرية، تؤمن البيئة المناسبة لعمل اﻷخ المجاهد حسب تخصصه، وبشكل مرن يتناسب مع الحالة الجهادية التي نعيشها، فنحن نريد أن يكون عملنا منظماً ومؤسساتياً، بضابط ألا نتحول الى مؤسسات تخرج الاخوة من الحالة الجهادية الى حالة الموظف.من هو الدكتور أبو عبد الله الشامي وهل من كلمة تحب أن توجهها ؟الدكتور أبو عبد الله الشامي هو خادم لمجاهدي الحركة والشام خاصة واﻷمة عامة، في كل مايحتاجونه للوصول الى مانسعى اليه جميعاً، وهو تحكيم شرع الله في أرضه ودفع صيال المعتدين على المسلمين في كل مكان، وأننا كحركة مستقلون تنظيمياً وإدارياً ولانرتبط بأي جهة داخلية أو خارجية، ونسعى من خلال حراكنا لتجسيد الجماعة القدوة التي تتعاون مع كل الصادقين للوصول إلى هدف كل مسلم، وأننا في الساحة الجهادية الشامية خاصة ومجاهدو اﻷمة عامة نمر بمرحلة مفصلية، تحتاج منّا جميعاً صدقاً وإخلاصاً وتجرّداً وتغليباً لمصلحة اﻷمة على مصلحة الجماعة، فجهادنا السنّي عامة مستهدف من كل ملل الكفر الصليبية والصهيونية والصفوية والشيوعية والبوذية وغيرها، وهذا يحتاج منا وحدة صف وكلمة، وحسن إدارة لمعركتنا مع ملة الكفر لدفع الصائلين وتحكيم شرع رب العالمين.