العقيد عبد الجبار العكيدي ضابط منشق عن النظام السوري، كان رئيساً للمجلس العسكري الثوري بحلب. ولكي نعلم ماذا يعمل العقيد العكيدي بعد استقالته، وما المشاكل بينه وبين الحكومة الانتقالية المؤقتة، قامت صحيفة حبر بإجراء لقاء صحفي معه، وطرح عدد من الأسئلة عليه.من هو العقيد عبد الجبار العكيدي؟أنا مواطن سوري.ما سبب استقالتكم من المجلس العسكري الثوري؟عندما استقلت أصدرت بياناً واضحاً بأنّ السبب هو تخاذل المجتمع الدولي، وعجز المعارضة السياسية الخارجية عن تقديم أي شيء، أو عن مواكبة الثورة السورية، وانشغال بعض قادة الجيش الحر بالبحث عن المناصب، حتى أصبح حضورهم في الخارج أكثر من الداخل.المفروض إعطاء الفرصة للآخرين، وأن نتعلم أنّ المنصب ليس حكراً على شخص واحد، وأن البدلاء دائماً موجودون والكفاءات موجودة.فهذا المنصب ليس حكراً على العكيدي، ولو أن العكيدي من مؤسسي المجلس، ولكن العكيدي ربما يستشهد وربما يعتقل، وبالتالي يجب أن يكون هناك دائماً كفاءات جاهزة.ما هي قوات النخبة المشكلة وما مهمتها على الأرض؟أنا لم أشكل قوات النخبة، هي عبارة عن فكرة، وقد حاولت لكني لم أتلقَّ أي دعم لهذا المشروع، وكلفت بعض الأشخاص ليقوموا به، وهو عبارة عن 500 مقاتل، وهذا المشروع لم يبصر النور.ما موقف العقيد من اتحاد ثوار حلب الذي تم تشكيله مؤخراً؟أتمنى أن يضمّ الجميع، نحن مع أي توحّد على كافة الأصعدة، وأن يضم جميع القوى والثوار الموجودين في كل الأحياء.كيف ترى الأوضاع العسكرية بحلب؟ وهل يستطيع النظام حصار حلب؟حلب عصيّة على الطغاة بإذن الله، فهي خنجر الحق بوجه هذا الطاغية.حلب فيها أبطال، المقاتلون الموجودون في مدينة حلب معنوياتهم مرتفعة جداً، وقد رأيت ذلك خلال جولاتي على الجبهات. لي ثقة كبيرة بهؤلاء المقاتلين، وبأن حلب لن تحاصر. وبأن الضربة التي ستقصم ظهر النظام ستكون في حلب إن شاء الله.ما المشاكل التي حدثت بين العقيد العكيدي والحكومة الانتقالية المؤقتة؟هي ليست مشاكل شخصية، أكيد أنا أحترم رئيس الحكومة وأحترم بعض الوزراء، ومنهم أصدقاء شخصيين لي، ولكن الوطن أكبر من الصداقات وأكبر من العلاقات الشخصية. أنا أنتقدهم لتقصيرهم في مواكبة الثورة، وعدم تقديم الدعم اللازم. وحقيقيةً أنا أنتقد أن تكون حكومة للثورة السورية موجودة خارج حدود الوطن. وهذه ليست مشاكل، ولكنه نقد داخل الأسرة الواحدة، بأن يأتوا إلى الداخل، وأن يشعروا بمشاكل الناس، ويطّلعوا على حقيقة الواقع، لست مع حكومة ولا وزارة دفاع ولا هيئة أركان خارج حدود الوطن. أرواحهم ليست أغلى من أرواح الشعب، وبالتالي يجب أن يكونوا داخل الوطن فهم ليسوا من طبقة النبلاء ونحن من طبقة الرعاع.ما مهمة العكيدي بعد استقالته من المجلس العسكري الثوري؟أنا الآن أتعامل مع الجميع، ولي علاقات جيدة ومميزة مع كل الفصائل على الأرض. وأعمل كشخصية عامة مع العسكريين ومع السياسيين، بوجودي على الأرض وعلى جبهات القتال مع كل الإخوة، وأقدم المساعدة والشورى للجميع، ولن أختزل نفسي لفصيل معين فكل المقاتلين على الأرض وكل القادة هم أخوتي وأحبتي الذين عملت معهم منذ أكثر من سنتين إلى الآن.نحن الآن نسعى لتشكيل جسم سياسي عسكري ثوري في الداخل، مع كل القوة الموجودة على الأرض كمرحلة لإسقاط النظام، وإدارة المناطق المحررة ريثما تقام انتخابات ويتم اختيار شكل الدولة من قبل الشعب. ونعمل على تشكيله من السياسيين الموجودين بالداخل، ومن القادة العسكريين البارزين، وأيضاً من الإخوة الشرعيين، ومن الناس الفاعلين في منظمات المجتمع المدني وغيرها، من الناس الموجودين في الداخل والشرفاء من المعارضة الموجودة في الخارج.ما موقف العكيدي من استقالة وزير الدفاع من الحكومة؟الحقيقة أنه عجز عن تقديم أي شيء للثورة؛ لأن المتحكمين بالحكومة هم الائتلاف وأحمد الجربا بالتحديد، والدول الداعمة. وبالتالي هم في الحكومة ليسوا أصحاب قرار. وكانت استقالته احتراماً لنفسه، لأنه ليس صاحب قرار.كلمة يوجهها العقيد العكيدي للضباط الموجودين بالخارج؟على إخوتي الضباط الموجودين بالخارج أن يرجعوا إلى الوطن. وأنا قلتها لهم سابقاً: أرض الوطن هي العزة والكرامة والشرف، والإنسان لا يموت إلا بيومه، ليكونوا معنا. هم لديهم أسبابهم للبقاء في الخارج؛ فهم يقولون بأن المدنيين وقادة الكتائب والألوية لا يتقبلونهم، ربما يكون في هذا شيء من الصحة، ولكن عندما يأتون، ويثبتون وجودهم على أرض المعارك وفي الجبهات، سيتقبلهم الجميع، لأنهم إخوتهم وأبناء بلدهم، والوطن بحاجة إليهم جميعاً وبحاجة إلى خبراتهم العسكرية.إعداد : فارس الحلبي