لقاء : فارس الحلبيفي طريقهم إلى السماء مروا بعين جالوت. شهداء عين جالوت الأبرار، متميزون في كل شيء، في حياتهم، في دراستهم، حتى في رحيلهم عن هذا العالم. إنهم ليسوا أرقاماً إنهم عوالم متميزة. لكل منهم حياته وأحلامه وعائلته، كيف كانوا يعيشون؟ كيف قضوا وقت الاستعداد الكبير للرحيل الأخير؟ ما الإحساس الذي كان يلحّ على كلّ منهم؟ وكيف كانوا يشعرون؟ لا سبيل لمعرفة ذلك كله إلا من خلال عائلاتهم المفجوعة بهم.ميس الرجوب كانت إحداهن، وقد زارت صحيفة حبر أسرتها، وتحدّثت إلى والدها الأستاذ محمد الرجوب، في لقاء خاص.كيف كانت تجهيزات ميس قبل ذهابها للمعرض؟ وكيف كان شعورك تجاهها؟الليلة الأخيرة كانت مؤثرة بالعائلة لدرجة كبيرة، وأمها تأثرت فيها كثيراً، فليلة الثلاثاء عندما عدت للمنزل كانت متحمسة كثيراً، وقالت لي: لا تذهب لأي مكان اليوم، لأن المعرض غداً. وطلبت مني أن أعلمها كيف تلقي القصيدة في المعرض مع كلمة لها في الافتتاح، كانت القصيدة لمحمود درويش “أيها المارّون”، أنا استغربت كيف يعطي مدرس لطالبة هذه القصيدة، ولما سألتها لماذا اختاروا لك هذه القصيدة، أجابت: أنا التي اخترتها. وأرادت أن تعدل هذه القصيدة وتحولها من خطاب الصهاينة إلى خطاب قوات الأسد، وعلمتها كيف تلقي القصيدة فكانت تلقي القصيدة بطريقة رائعة، وبدأنا نضحك ونصفق لها.ومن ثم درّستها مادة العلوم، وأنا أدرّسها قالت لي: “بابا الغدة النخامية من أهم الغدد للإنسان وأنا متل الغدة النخامية لأني أهم وحدة بالبيت “. فهذه الكلمات صعب أن تنسى من هذه الفتاة الصغيرة.وعندما فتحنا كتاب مذكراتها كانت كتبت فيها: “سأموت قريباً”، وكتبت أيضاً: “لا تدس على قبري فقبري روضة من رياض الجنة يفوح منها شذى كل الورود فهذا القبر قبر شهيدة”!ما تفسيرك لقصف النظام معرض رسومات الأطفال؟ أهو مقصود أم قصف عشوائي؟بل هو مقصود، لأن القصف كان بصاروخ فراغي موجه، والنظام من مصلحته أن يقتل هذا الجيل، لأن النظام يعتقد بأنه باق ولا يريد أن يبقى جيلٌ شاهدَ جرائمه، لكنه لن يستطيع أن يقضي على هذا الجيل. النظام يخاف الأطفال لأنهم المستقبل.كيف ترى مستقبل الأطفال بعد أن قصف النظام مدرسة عين جالوت؟حصل عكس ما أراده النظام المجرم، وازداد عدد الطلاب في المدرسة. المهم أن يستمر الأطفال في التعلم. وعلى الأهالي أن يستمروا بإرسال أطفالهم إلى المدارس، وعلينا أن نكون مؤمنين بالقضاء خيره وشره، وشهداء مدرسة عين جالوت هم كوكبة من الشهداء ولن نفقد أطفال سوريا مادام الأمل موجوداً.المصاب كبير كلمة توجهها لأهالي الشهداء؟نحن لن ندخل بالمثاليات، فأنا أهنّئ عائلة كل شهيد، طلاب العلم شهداء مثل من حمل السلاح واستشهد على الجبهة.