لماذا قامت الثورة؟ ولماذا شاركنا بها؟ كثيرا ما يتكرر هذا السؤال على كثير من الألسنة وبطرق مختلفة …
ولكن حقا: لماذا قامت الثورة؟ وهل انتهت مدة الصلاحية لشعارات بداية الثورة؟ أم أنَّ نقاء الثورة لم يتلوث؟هل قامت الثورة ضد الظالم؟ أم أنَّها قامت ضد الظلم المطلق؟هل قامت الثورة من أجل تحقيق مطامح شخصية؟ أم قامت من أجل تحقيق العدل بين جميع أفراد المجتمع؟هل شاركنا بالثورة للحصول على امتيازات خاصة؟ أم من أجل تحقيق تكافؤ الفرص وحتى تكون الأولوية للأجدر؟هل من خرج في المظاهرات يهتف “هي لله ” له حق الانتفاع مدى الحياة؟ أم أنَّ خروجه فعلا كان لله؟هل قامت الثورة لأجل إسقاط أشخاص ثم استبدالهم؟ أم لرفع الظلم عن الشعب المضطهد ولإعادة الحقوق إلى أصحابها؟هل قامت لأجل استبدال حزب البعث بحزب الثورة، ولاستبدال طائفة الأسد بطائفة أخرى؟
ويبقى السؤال يضج ملحا بانتظار الإجابة، لماذا قامت الثورة؟
لقد بدأت ثورتنا طاهرة نقية، ثورة حق بدأها مجموعة من الشباب، خرجوا لينادوا برفع الظلم ومحاربة الفساد المعشش في مؤسسات النظام، مطالبين بتحقيق العدل وعودة الحقوق المسلوبة إلى الشعب.
خرجوا وهم يعرفون أنَّ عليهم دفع دمائهم ومستقبلهم وشهاداتهم، فكثير منهم ترك جامعته قبل التخرج ببضعة مواد، ولكنهم رضوا بذلك متأملين أن يجنوا العدل والمساواة، وأن يعيدوا الحقوق المسلوبة.
لم تكن من ضمن حساباتهم أية أطماع بسلطة أو منصب أو مال أو جاه،
أما اليوم فكثيرا ما ترى بعض الثوريين قد أعماه وصوله إلى منصب، فتراه يستبد ويظلم، ومبرره الوحيد تغنيه بما قدم للثورة، وخروجه في المظاهرات الأولى وتعييره للغير بعبارة باتت مشهورة (أين كنت عندما كنا ….)
أخي أرجوك بدَل أن تسأل أين كان فلان عندما خرجت، اسأل نفسك ماذا تقدم أنت الآن للثورة وللشعب، واسأل هل تسعى لتحقيق مضمون شعاراتك التي ترفعها؟أرجوك أخي لا تدع المنصب والمال يدنس طهر المبادئ التي تبنيتها عندما خرجت في الثورة.
أخي حضن الثورة واسع يتسع الجميع، فافسح المجال لغيرك ليشاركك في تحقيق أهداف الثورة ضمن إمكاناته.
وجود آخرين بجانبك لا يلغيوجودك.
أخي الثائر، عد كما كنت صاحب مبادئ وقيم حتى تعود ثورتنا طاهرة نقية كما بدأت.
بقلم أسعد أبو عاطف