اللعب بالأجهزة الكهربائية بالتأكيد ليس مناسبا لنموهم، لكن هل تساءلنا ما هو الجهاز المناسب لأبصارهم؟
في الوقت الذي لا توجد فيه الكثير من الدراسات حول تأثير الشاشات على البصر، الخبراء قلقون من تأثير مستويات قصور البصر المتزايدة لدى الأطفال.
فوجدوا أنَّ أفضل طريقة يقي بها الوالدان أطفالهم من قصر النظر هي تشجيع الصغار على أن يقضوا وقتاً أطول خارج البيت تحت أشعة الشمس.
قصر النظر آخذ بالارتفاع
ثمة ارتفاع هائل في قصر النظر عالمياً على مدى العقود الماضية.
ويقول جريس هاموند الأستاذ الجامعي في الكلية الملكية في لندن والطبيب الاستشاري بالجراحة العينية في مشفى سانت توماس: ” وصل قصر النظر إلى مستويات وبائية في شرق آسيا وسنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية، حيث إنَّ نحو90% ممَّن هم دون سن الثامنة عشرة مصابون بقصر النظر، وفي أوروبا يمكن أن تكون النسبة ما بين 40% الى 50% وسط الشباب في منتصف العشرينات، فهي ترتفع تدريجيا على مدى عقود.”
لماذا ازداد انتشاره كثيرا؟
تقول انجريت دالمان نور طبيبة العيون الاستشارية بمشفى مورفيد للعيون في لندن: “إنَّ كلمة السر في هذه القضية هي نقص النور الطبيعي، والعامل الرئيس هو النقص في التعرض المباشر لأشعة الشمس، لأنَّ الأطفال الذين يدرسون كثيرًا ويستخدمون الحواسيب والهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية لا يقضون سوى القليل من الوقت في الخارج، وهم أقل تعرضًا لأشعة الشمس، لذا هم أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر”.
فهل يجب أن نوقف أو نقلل من استخدام الشاشات؟
هنالك ما هو أسهل بكثير، كل أب وأم يعلمان أن الصغار يحبون أجهزة الهاتف كما تحب الكلاب العظام، فعندما تحاول انتزاع أجهزتهم المحببة من أيديهم لن تتمكن من هذا إلا بصعوبة بالغة، وخصوصا دون حجة مقنعة بالنسبة لهم.
تقول الطبيبة دايلمن نور وهي أم لثلاثة أطفال: ” إن محاولة وقف استخدام الشاشات ليس فكرة واقعية، يمكنك فقط أن تخبرهم أنها تجعل عيونهم مريضة وأنها قد تصيبهم بقصر النظر، وأنهم لا يجب أن ينظروا لها مطولا، لكن أخشى أن هذا لن يكون مفيدا لأنهم يجب أن يكتبوا وظائفهم المدرسية على الحاسوب وأجهزة الآي باد كما أنهم ينجزون أبحاثهم للحصول على المعلومات من خلال الشاشات، فإن كنت يافعا وعليك أن تدرس من أجل الثانوية العامة أو امتحان القبول الجامعي فلا يمكنك أن تستغني عن الحاسوب، لذا لا أعتقد أننا سنتمكن حقيقة من خفض استخدام الشاشات في السنوات القادمة”.
قضاء الوقت في الخارج هو الحل
أفضل ما يمكن فعله حسب الخبراء: هو أن تأخذ الأطفال للعب في الخارج لأطول مدة ممكنة.
يقول البروفيسور هاموند: “إن الوقاية من تطور قصر النظر تكمن في الوقت الذي نقضيه في الخارج، فالاستراحة والرياضة في الخارج تحمي العين، وفي الوضع السوي يكفي قضاء ساعتين في الهواء الطلق يوميا لوقاية الأطفال من الإصابة بقصر النظر، فوفقا لأبحاث أجريت في سيدني في استراليا تبيّن أن 3% فقط من الأطفال ذوي الأصول الصينية –ممن يقضون ساعتين يوميا في الخارج- مصابون بقصر النظر وهم في السادسة من عمرهم، مقارنة ب30% من الأطفال في نفس السن في سنغافورة، لذا أحبّذ نمط حياة لا يغلب عليه المكوث في البيت دائما من أجل عيون الأطفال”.
ولا تنسَ الخضراوات
تقول الطبيبة دايلمن نور: “نحن دائما نتحدث للآباء عن أوميغا3 والأحماض الدهنية الأساسية، وفيتامينات آي و بي وسي وإي، والعناصر الغذائية الضرورية المفيدة للجزء الخلفي من العين.
وهذه العناصر الغذائية نجدها في زيت السمك والأفوكادو والخضار الورقية، ونوصي كذلك بإجراء فحوص سنوية منتظمة للعين”.
كيف أعرف أنَّ ابني مصاب بقصر النظر؟
بناء على وزارة الصحة البريطانية، فإنَّ دلائل الإصابة بقصر النظر هي:
- الحاجة للجلوس في المقدمة في الصف المدرسي؛ لأنَّه يصعب عليه قراءة المكتوب على اللوح.
- الجلوس قريبًا من التلفاز.
- الشكوى من الصداع أو تعب العينين.
- فرك العينين المنتظم.
وعندما يكون الشخص مصابًا بقصر النظر تكبر العينان قليلا، ممَّا يعني أن الضوء يتركز فقط أمام الشبكية على الجزء الخلفي من العين، ممَّا يسبب تشوه الرؤية البعيدة مع سلامة رؤية الأشياء القريبة.
الكاتب: كاثرين سلجرين
نقلا عن موقع بي بي سي باللغة الانكليزية
رابط المقال الأصلي: