إنَّ الناس غير معنيين بالقراءة عادةً، فما الذي يدفعنا للكتابة لهم؟! وما الذي يجعلنا نظنُّ أنَّهم يقرؤون ما نكتب؟!
لقد استولت شبكات التواصل الاجتماعي والتلفاز والخطاب البصري عامة على معظم الناس، فهم يتناولونها بشكل سهل جداً كأيّ كأس من الشاي أو فنجان من القهوة، لتبقى المقالات القصيرة أو الطويلة تنتظر دورها على وجبات الغداء أو العشاء أو في ساعات الجوع المعرفي عندما يقرر القارئ التهام كتاب ما، مع ذلك نجد أنَّ عدد المدوِّنين والمدوِّنات في تزايد، وكذلك شبكات المحتوى المكتوب، فهل هو ترفٌ معرفيٌ لا جمهور له، أم أن هناك من يقرأ؟
إنَّ بعض التتبع لمختلف المواقع والمدونات والقرّاء يجعلك تصل إلى ملاحظة عامة، وهي أنَّ الناس تقرأ عندما يتعرضون لأمر يهمهم، ويميلون للخطاب البصري كلما كان الموضوع أقرب للتسلية أو المعلومات العامة، كذلك فإنَّ الخطاب المكتوب هو الأكثر توثيقاً وهو الذي تلجأ إليه الفئة الفاعلة في مجتمعاتها أكثر من العامة. وبالتالي فإنَّ نسبة تأثيره كبيرة جداً وغير مستغنى عنه.
الأمر المهم أيضاً أنَّ المحتوى المكتوب هو الأرضية لبقية أنواع المحتوى الأخرى التي لا يمكنها أن تُوجد بدونه، لذلك فهو يمثل المادة الخام التي يعمل الجميع على توفيرها بشكل كبير من أجل أن تستخدم في أنواع الخطاب الأخرى.
فمن أجل محتوى مكتوب أكثر عرضة للقراءة علينا أخذ هذه الملاحظات في الحسبان، لتستهدف المقالات الأمور ذات الأهمية بالنسبة إلى الناس، وتكون موجزة إلى حدٍّ كبير وسهلة الوصول إلى نتائجها وغير معقدة، مليئة بالقصص والسرد الحكائي الذي يصلح ليكون أرضية لأنواع أخرى من الخطاب، موثقة من حيث دقة المعلومات والمراجع، ودائماً على الخطاب المكتوب أن يقدم ما هو جديد وجاذب وملفت للنظر، لأنَّه يعتمد فقط على نفسه لإثارة القارئ ليكمل حتى النهاية ولا يقتصر على تمرير نظره نحو العناوين بسرعة.
فهل نفعل ذلك في مقالاتنا، أم أننا نحشو الصفحات بالكتابة فحسب؟!
المدير العام | أحمد وديع العبسي