غسان دنو |
تستقبل المدارس في محافظة إدلب آلاف الطلاب في كل عام، ويتوزعون على عدة فئات مدرسية عام وخاص، ومنظمات وجميعها تحت إشراف مديرية التربية والتعليم الحرة في المحافظة.
وعلى الرغم من الدعم المُقدَّم من المنظمات لأغلبية المدارس، إلا أن هناك قسم لا بأس به من العائلات يفضل تسجيل أبنائه في المدارس الخاصة رغم ارتفاع التكلفة، خاصة في هذا العام إذ إن الفارق مرتفع مع باقي المدارس لأسباب عديدة نوضحها في هذا التقرير.
(صحيفة حبر) قابلت عددًا من الأهالي منهم السيد (نجيب) للوقوف عند الأسباب التي دعته لتسجيل ابنته في المدارس الخاصة، حيث قال: ” حرصت في العامين المنصرمين على تسجيل ابنتي في الصف الأول والثاني ابتدائي بمدرسة خاصة؛ لأضمن تأسيسها بشكل أفضل”.
وأوضح: “المدارس الخاصة أداؤها أفضل بكثير رغم ارتفاع التكلفة، وما دفعني أكثر حصولي على خصم خاص من المدرسة لصلة قرابة مع الإدارة.”
ويتابع (نجيب) وهو أب لثلاثة طلاب، أحدهم في الصف التاسع: “لكن هذا العام علمت أن الرسوم ارتفع كثيرًا مع انخفاض قيمة الليرة السورية، لذا سأضطر لأسجل ابنتي في مدرسة عامة، وسأكون محظوظًا لو وجدت مدرسة تدعمها إحدى المنظمات بالقرب من سكني؛ لأنها تبقى أفضل من العامة.”
وبالبحث والتقصي، علمت (صحيفة حبر) أن رسوم التسجيل السنوية في المدارس بلغت 150 $ للصفين الأول والثاني، و175 $ للثالث والرابع، و200 $ دولار للخامس والسادس، وحتى 250 دولار لصف التاسع، علمًا أن المدرسة ذاتها كانت تتقاضى 100 ألف ليرة سورية لكل الصفوف الابتدائية في العام السابق عندما كان الدولار بسعر 700 ليرة سورية تقريبًا.
وفي حديث مع المُدرِّسة (سماح) معلمة الصف الرابع في (دوحة السعادة الخاصة) من القطاع الخاص، ربطت إقبال الأهالي على فئة التعليم الخاص بعدة أمور أهمها:
عدد الطلاب بالصف
حيث قالت (سماح): “لا يتجاوز العدد الكلي في صفي 35 طالبًا في أقصى حد بكل عام، وهذا يعطي المعلم القدرة على تدريس الطلاب بشكل أفضل، كما أننا نستطيع التركيز مع الطالب الضعيف بشكل خاص لقلة الأعداد.”
وأضافت: ” بينما في المدارس العامة يتراوح عدد الطلاب بين 50 و60 طالبًا بكل صف، حسبما رأيت العام الماضي؛ بسبب الضغط السكاني وعدم تمكن الأهالي من تسجيل أولادهم بالتعليم الخاص؛ لارتفاع التكاليف خاصة إذا كان في الأسرة أكثر من طالب”.
اللغات الأجنبية غير الإنكليزية
وتتابع (سماح): ” كما أن هناك عامل جذب آخر متجدد في المدارس الخاصة، على سبيل المثال تعليم اللغة الفرنسية بواقع حصة بالأسبوع لكل الصفوف، بينما في المدارس العامة يبدأ تعليم الفرنسية من الصف السابع، وهذا العام تم إضافة اللغة التركية لكافة الصفوف أيضًا؛ كونها لغة مرغوبة من المجتمع المحلي؛ بسبب آخر التطورات في الشمال السوري والتقارب التركي العربي.”
الترفيه والأنشطة
ونوهت (سماح) إلى تنافس المدارس الخاصة بتخصيص جزء من الفصول الدراسية خلال العام للأنشطة المتنوعة، كالرسم والرحلات الداخلية (حدائق، وأماكن ترفيه، وأنشطة حركية) تدخل شيئًا من الفرح إلى قلوب الطلاب الذين عانوا ويلات الحرب.”
وتختم مُشيرةً إلى أمر مهم: ” العام الماضي كان لدي طلاب أحد والديهم يعمل بالمنظمات التي ترعى عدة مدارس في إدلب، ومع ذلك سجلوا أبناءهم في مدرستنا لضمان حصولهم على تعليم أفضل؛ لازدحام صفوف تلك المدارس.”
ويأتي هذا الاقبال على عشرات المدارس المنتشرة في المناطق المحررة بالرغم من وجود مئات المدارس التي تتلقى دعم منظمات تعليمية مشهورة، ودعمًا من قبل منظمة (كومنيكس) لرواتب المعلمين والإداريين التي تفوق في معظم حالاتها رواتب المعلمين في المدارس الخاصة،
مما يثير الجدل حول عدم قدرة التعليم العام والتابع للمنظمات على اتباع الأسلوب نفسه بتخفيض عدد الطلاب في الصفوف، وإدخال لغات جديدة، وغيرها من الأمور التي جعلت الأهالي يلجؤون للتعليم الخاص.