– رنا الحلبي
– في ظلِّ الهجمات الروسية الأسدية التي تنهال على المدنيين في كل لحظة، بات من الضروري على كل مدني أن يتعرَّف على كيفية التعامل مع تلك الهجمات؛ للتخفيف ما أمكن من الإصابة المباشرة وتوفير الحماية للفرد والجماعة، بإجراءات أولية تقي من المخاطر نوعاً ما.
حول هذا الموضوع أقامت أكاديمية آفاق بإشراف السيدة/ثورة الناصر/والأستاذ/ابراهيم الحاج/ حملة توعية للمدنيين تمَّ من خلالها التعريف على أشكال القنابل العنقودية التي يستخدمها النظام بأشكال عديدة تهدف إلى دمار أكبر، فقد تعمّد النظام وضع تلك القنابل المؤذية داخل
(لعبة أطفال لها ربطة حمراء) لإغراء وجذب الطفل لهذه اللعبة ليمسكها وتنفجر وتسبب أضراراً بالغة، كما وضعت تلك القنابل بدارات كهربائية بديلة للتمويه وإلحاق الضرر بالمدنيين.
وقد تحدث الأستاذ (إبراهيم) عن خطورة الخراطيم المستخدمة حديثاً في دوار الحيدرية وطريق الكاستيلو، والتي تحتوي على مواد متفجرة تدمّر حيا بأكمله.
وأكَّد على عدم لمس الأشياء الغريبة التي يخلِّفها القصف، وإخبار المختصين ليقوموا بالتعامل معها بشكل دقيق.
ومن أخطر أشكال القصف الذي يستخدمه النظام (القنابل العنقودية) التي تؤدي إلى تشوه الجلد عند لمسه، وتأتي على شكل شهاب ونيازك، وقد استخدمت في الريف الشمالي في عندان وأدّت إلى اشتعال النيران والحرائق.
ولم يكتفِ النظام بذلك بل طوّر أسلحته ليصل به الأمر لاستخدام مواد كيماوية في الجبهات ببرميل يحتوي مادة (السارين) وهي مادة صفراء اللون مائلة للبرتقالي.
ومن أعراض المصاب بهذه المادة الخطيرة : إحمرار الوجه، وسيلان الأنف ، وضيق التنفس، وذكرت طرق الوقاية والعلاج بعد التعرض لهذه المادة باستخدام السيروم الملحي مع إضافة القليل من الماء له وتغطية الوجه لعدم استنشاقه، ويحظّر استخدام بلل الملابس بالماء؛ لأنَّ الكلور يتفاعل مع الماء، وعند الشعور بوجود مادة السارين يجب الدخول إلى غرفة لا تحتوي على نوافذ، وإحكام إغلاق الأبواب ما أمكن لمنع تسرُّب الغاز، وخلع الملابس عن طريق قصّها وعدم ملامستها للجسم، ووضع الملابس بكيس أسود والتخلّص منها، ثمَّ الاستحمام بالماء والصابون لمدة ثلاث دقائق، والصعود للطوابق العلوية؛ لأنَّ الهواء أثقل من الغاز الذي لا يتجاوز بارتفاعه 15متراً، ويبقى في الجو مدة من 15 إل 30 دقيقة ، ونوّه الأستاذ إبراهيم خلال المحاضرة التوعوية لضرورة التأكد من الماء المستخدم في الاستحمام بعد التعرض لغاز السارين، فقد تعرضت طفلتين وجَدتهما للوفاة في منطقة سرمين نتيجة استحمامهم بماء معرّض لهذا الغاز الكيماوي.
واستهلّت الجلسة السيدة (ثورة الناصر) بعرض بعض الإسعافات الأولية التي يجب القيام بها أثناء وبعد التعرض للقصف والإصابة، وذلك بفحص المصاب عن طريق التنفس وسؤاله عن مكان الإصابة إن كان واعياً، وفتح فم المصاب وفحص اللسان، والتأكد من عدم وجود نزيف أو كسر، ثم وضع المصاب بوضعية الأمان الجانبي برفع يده وإمالته ورفع الرقبة لتحرير مجرى الهواء، ثمَّ جس نبض الشريان السباتي، وفحص ضربات القلب.
فإذا كانت هناك إصابة ونزيف علينا ربط مكان يبعد أربع أصابع عن مكان الإصابة ولفها بشاش معقّم. أما إذا كان هناك جزء صغير من الجسم مبتور فعلينا وضعه بكيس صغير ونقله مع المصاب إلى المشفى، أمَّا إذا كانت إحدى الأطراف مبتورة علينا وضع الجزء المبتور بشاش ثمَّ ماء سيروم ثمَّ كيس يحتوي ثلج لحفظ تلك الأعضاء ووصلها بجسم المصاب إن أمكن ذلك. كما أكدت السيدة ثورة على ضرورة إسعاف المصاب بشكل صحيح حتى لا تزيد الأذية عند المصاب ريثما يتم نقله إلى أقرب مشفى.
وقد تمَّ توزيع كتيّبات تحتوي بعض المعلومات كي تساعد على الحد من أخطار الإصابات.
وقد كانت هذه الحملة هادفة تحقق الأمان والسلامة العامة وتحدّ من خطر الإصابات في وقتنا الراهن الذي نتعرض فيه لكثير من القصف والهجمات والغازات السامة والمواد الكيماوية.