تقرير : فارس الحلبيأصبحت الحرب لا تعرف طفلًا أو شيخًا أو امرأة أو شابًا، وباتت الهموم تهطل كزخات المطر على رؤوس السوريين، وبات الأطفال يعرفون معنى الموت والفقد والحرب وويلاتها، وقد تعرض الكثيرون منهم إلى حالات إعاقة مختلفة لم يكن لهم يد فيها، وإننا عندما نشاهد أطفالًا قد أعيقوا لأسباب لا إرادية، لا يمكننا مساعدتهم، وقدرنا الآن أن نشاهد ونصمت. ولكي يكون للأطفال المعاقين دور في المجتمع، تسعى مدرسة الربيع العربي إلى احتضانهم وتعليمهم ودمجهم مع الأطفال السليمين، ليستفيدوا من بعضهم، ولكي لا يشعروا بالغربة بسبب إعاقتهم.على طاولة الفطور يجتمع الطلاب لتناول فطورهم بفرحة وسرور، ليزداد أملهم بالشفاء والنصر، ولتتغير حياتهم من العزلة والخوف إلى المشاركة والعمل والتعلم.أبو الطيب مدير مدرسة الربيع العربي يخبرنا عن نشاطات هذه المدرسةنقوم بعدة نشاطات في هذه المدرسة لتعليم الطلاب ودمجهم مع الحياة الاجتماعية، ومن هذه النشاطات تقديم الفطور للأطفال ولذلك لمحورين:الأول: لتعليمهم العادات الاجتماعية في الطعام والشراب والجلوس.الثاني: لدمجهم مع الطلاب السليمين في عملية دعم نفسي واجتماعي من خلال تفاعلهم مع بعضهم البعض.طبعاً نقوم يومياً بتقديم هذه الوجبة، ولقد سعينا إلى تطوير المدرسة بشكل أفضل كي نستطيع أن نقدم أكبر خدمة لهؤلاء الطلاب، ليكونوا عناصر فاعلين في المجتمع.وقد ختم أبو الطيب حديثه بقوله: إننا بخدمة هؤلاء الأطفال نشعر بالفرح والسرور.ويضيف قتيبة الفاروق المساعد في مدرسة الربيع العربي :دوري في هذه المدرسة مساعدة وإشراف على تحضير وجبة الفطور للأطفال، وتقديم المساعدات كوجبات غذائية، وتأمين مستلزمات المدرسة والطلاب الشخصية والمدرسية، وعندما أقدم الطعام إلى الطلاب أشعر بالفرح بأنني أحد الأشخاص المساهمين في مساعدتهم خصوصاُ المعاقين منهم، وهم سعيدون جداً لتعلمهم أمورهم الاجتماعية والدينية.وفي نهاية كل يوم يعود الطلاب إلى منازلهم حالمين أن تتوقف نار الحرب التي طغى لونها الأسود على لوحات حياتهم التي رسموها بألوانهم وأحلامهم .