سلوى عبد الرحمن
لم يكن تحصيل (سمير) العلمي جيدًا هذا العام على الرغم من أنَّه تجاوز 12عامًا وهو مازال لا يعرف القراءة والكتابة بشكل صحيح، ففي الفصل الأول انقطع عن الدراسة لأيام كثيرة بسبب القصف والنزوح المتكرر الذي تعرض له سكان مدينة إدلب منذ بداية تحريرها في آذار 2015 الأمر الذي أدى لانخفاض المستوى التعليمي لدى معظم الطلبة في المناطق المحررة.
ضعف التحصيل العلمي للطلبة دفع بعض المنظمات لاستغلال فترة الصيف لمساعدة الطلبة على رفع مستواهم العلمي، وسدّ النقص الحاصل في شتى المواد الدراسية.
مؤسسة قبس للتربية والتعليم التابعة لمنظمة “بنيان” أطلقت مشروعًا تعليميًا بعنوان “لا لضياع جيل” منذ نهاية 2016 في ريف إدلب الشمالي “بترمانين والدانا، ويستمر حاليًا في إدلب المدينة وكللي والبردقلي، وينقسم المشروع لثلاث مراحل بحسب ما شرح “محمد الإبراهيم” مدير مؤسسة قبس لصحيفة حبر:
“بدأت المرحلة الأولى في مركزيّ ترمانين والدانا لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية للمتسربين والمنقطعين عن الدراسة، وانتهت في نهاية الشهر الخامس من هذا العام بتفوق الطلاب بنسبة 85%، وقد أحرزت إحدى طالباتنا تفوقًا في الشهادة الإعدادية على مستوى المحافظات، لكنها فضَّلت أن تقدم الامتحان في مناطق النظام.
أمَّا المرحلة الثانية والثالثة فهي تستهدف 900 طالبا وطالبة دون صف التاسع أي ممَّن بلغت أعمارهم من 8 حتى 14عاما كحد أقصى ممَّن هم بحاجة لتقوية أو متسربين، بهدف تعويض ما فاتهم خلال فترة انقطاعهم عن المدرسة وتقويتهم.
وأكَّد (الإبراهيم) قائلا: “إنَّ الطلبة سوف يخضعون لدورات تدريبية في المواد التالية: عربي، إنكليزي، رياضيات، إضافة لدورات الدعم النفسي والأباكوس بمساعدة المدرسين والأخصائيين في الدعم النفسي ضمن المدارس” وتابع: “المشروع هدفه عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، ويتحقق ذلك عبر برنامج متكامل ضمن تدريبات للكوادر وفقًا لمناهج عالمية تهتم بالتعليم وطرق تطويره”.
توزعت النوادي الثلاثة على الشكل التالي: في مدرسة الظاهر بيبرس بمدينة إدلب، والخنساء بكللي في ريف إدلب، والبراعم في البردقلي، يبلغ عدد طلاب كلِّ نادٍ 300 طالب يتوزعون على 12 صفا كل واحد يحوي 25 طالبن، أما الكادر التدريسي فيبلغ عدده 28 مدرسا ومدرِّسة.
وبحسب (الإبراهيم) يخضع مدرسو النوادي الصيفية والإداريين لدورات تدريبية متعددة قبل البدء بكل مشروع، ويبلغ عددهم 300 إداريا في 150 مدرسة ما بين محافظتي حلب وإدلب وريفهما، وذلك لمدة 8 أيام بهدف رفع مستواهم العلمي والتربوي، لأنَّ نجاح العملية التعليمية يحتاج لاستكمال جميع عناصرها.
(فاطمة البكور) مديرة مركز العز بن عبد السلام في مدينة إدلب أكدت لحبر قائلة: “إنَّ الاقبال على التسجيل في مراكز مدارس قبس جيد نظرًا لتميزها في تجربتها السابقة التي حازت على ثقة أهالي الطلاب، فالأهالي يعتبرونها بدلًا عن المعاهد الخاصة التي تطلب مبالغًا تفوق قدرتهم، والنادي الصيفي فرصة جيدة كي يتعلم الطالب ويرفع من مستواه العلمي والمعرفي”.
والد (سمير) أشاد بمشروع النوادي الصيفية كونه سيعيد لولده الأمل في زيادة قدراته العلمية فمؤسسة “قبس” باتت معروفة باتباعها أساليب متطورة في التعليم الفعّال ضمن المناهج سعيًا منها لتحسين مستواهم ومساندتهم في تحقيق أحلامهم.
يذكر أنَّ المؤسسة أطلقت مشروعًا آخر مستقلًا بالتعاون مع اليونيسيف في مدرسة “العز بن عبد السلام” للبنات في مدينة إدلب ابتداءً من 8/7/ 2017تحت عنوان “لنتعلم من أجل الحياة، لنتعلم من أجل التعلم” والذي يضم عددًا من البرامج التعليمية والترفيهية المفيدة، إضافة لدروس تقوية لطالبات الشهادة الإعدادية.