محمد أحمد سندة |
في عام 1973م وُلد مؤشر الناتج المحلي الإجمالي أو ما يطلق عليه بالإنكليزية Gross Domestic Product (GDP) في الولايات المتحدة الأمريكية على أعتاب الحرب العالمية الثانية.
هو مؤشر المؤشرات، هكذا يسميه الاقتصاديون ويعتبرونه المؤشر الأهم على الإطلاق من بين المؤشرات الاقتصادية التي يتم بها قياس مستوى اقتصاد دولة ما.
الناتج المحلي الإجمالي كمفهوم، هو إجمالي القيمة النهائية للسلع والخدمات المنتجة داخل حدود دولة ما خلال فترة زمنية معينة، وغالبًا ما تكون سنة. هذا يعني أن أي سلعة لاتزال ضمن خطوط الإنتاج ولم تتحول إلى سلعة نهائية لا تدحل في احتساب الناتج المحلي الإجمالي.
قد نتفاجأ إذا ما علمنا أن بعض الأنشطة غير الأخلاقية تدخل في حسابات الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول مثل أعمال المافيا وتجارة المخدرات وأعمال الدعارة.
الناتج المحلي الإجمالي يقيس فقط ما تم إنتاجه ضمن الفترة نفسها، فلو افترضنا أن لدينا سيارة تم تصنيعها قبل عشر سنوات وبيعت في تلك الفترة فقيمتها دخلت في الناتج المحلي الإجمالي قبل عشرة سنوات، فلو أراد صاحبها بيعها بعد عشر سنوات من شرائها قيمتها لا تدخل في احتساب الناتج المحلي الإجمالي عن الفترة.
عند قراءة مؤشر الناتج المحلي الإجمالي يجب دومًا قراءته بالمقارنة سواءً مع الفترة نفسها من العام السابق أو بالمقارنة مع الربع السنوي السابق، والناتج المحلي الإجمالي كما قلنا يعطي صورة عن مدى قوة اقتصاد ما، هل هو في حالة نمو أو تباطؤ أو انكماش، ماذا يعني هذا الكلام؟
إذا حقق الناتج المحلي الإجمالي زيادة مقدارها 5% بالمقارنة مع العام السابق، نقول إن الاقتصاد قد حقق نموًا مقداره 5%. أما إذا لم يحقق الاقتصاد أي نسبة نمو بالمقارنة مع سنة الأساس فنقول إن الاقتصاد يعاني من حالة تراجع أو تباطؤ. وأخيراً إذا تراجع الناتج المحلي الإجمالي عن سنة الأساس إلى مستويات ما تحت الصفر فنقول: إن الاقتصاد دخل مرحلة الانكماش وهي مرحلة خطيرة جداً ينتج عنها ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض القوة الشرائية وتداعياتها سلبية على الدولة.
مؤشر الناتج المحلي الإجمالي هو المؤشر الأهم على الإطلاق، وهو أحد أهم المؤشرات التي تساعد المستثمرين على اتخاذ قراراتهم في دخول السوق أو لا، فإذا كان الاقتصاد في حالة نمو والدولة تشجع على الاستثمار والتصدير من خلال التسهيلات والقوانين تعتبر هذه الدولة دولة جاذبة للاستثمارات كما في الحالة التركية.
هل ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي يعكس صورة إيجابية دوماً؟
يزداد الناتج المحلي الإجمالي بطريقتين: إما بزيادة إنتاج السلع والخدمات أو بارتفاع الأسعار. أعتقد أن الجواب وصل بسهولة، فالحالة الأولى تعكس زيادة فعلية في قيمة الناتج المحلي الإجمالي وهو ما تبحث عنه كمواطن مهتم بشؤون وطنه، أما الحالة الثانية في زيادة صورية لا تعدو كونها ناتجة عن انخفاض في القيمة الشرائية للعملة أي ناتجة عن التضخم، فلذلك عند قياس الناتج المحلي الإجمالي يجب قياسه بناءً على أسعار سنة الأساس التي يقارن معها بإضافة معامل التضخم.
ما هي أكبر اقتصاديات العالم حسب مؤشر عام 2018؟
تحلق الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى بعيدة عن كل المنافسين بحوالي 20 تريليون دولار، تليها الصين 13 تريليون دولار، ثم اليابان 5 تريليون دولار، وبعدها باقي دول العالم، حيث تأتي ألمانيا في المرتبة الرابعة بأقل من 4 تريليون دولار وهي الأولى أوروبياً. فيما غابت سورية عن الظهور بعد اندلاع الثورة السورية، حيث كان آخر رقم أصدرته هو 60 مليار دولار عام 2012 وهو رقم متواضع جداً نظراً لتنوع مصادر الاقتصاد السوري.