ندى اليوسف |
افتتحت جامعة حلب الحرة العديد من اختصاصات الماجستير، منها ما كان موجودًا في الجامعات الأخرى ومنها ما جعلها السبَّاقة في استحداثه في الشمال المحرر، كافتتاحها مؤخرًا قسم ماجستير التاريخ الحديث.
الدكتور (أحمد العمر) عميد كلية الآداب بجامعة حلب الحرة كشف لصحيفة حبر عن الأسباب الكامنة وراء افتتاح القسم بقوله: “السبب الرئيس في افتتاح ماجستير التاريخ الحديث والمعاصر هو حاجة المناطق المحررة لهذا الاختصاص، ولا سيما أنه لم يفتتح في جامعات أخرى مثل (جامعة إدلب) التي افتتحت (ماجستير التاريخ الإسلامي) فقط”.
كان لرغبة الطلاب المتزايدة في الإقبال على الدراسات الدافع والمشجع الأكبر لجامعة حلب بأن تُقدِم على هذه الخطوة، حيث بلغ عدد الطلاب المقبولين كما وضَّح لنا الدكتور (أحمد): “20 طالبًا وهو العدد الذي تقدم للمفاضلة، حيث قُبلوا جميعًا لتحقيقهم الشروط من حيث المُعدل والذي يفترض أن يكون برتبة جيد فما فوق”.
وضعت (جامعة حلب) تسهيلات عديدة مراعيةً ظروف طلاب الماجستير من حيث الدوام وقسط الدراسة، حيث وضَّح لنا الدكتور (أحمد العمر) قائلاً: “قمنا بتقسيط الرسوم على الطلاب تسهيلاً لأمرهم، حيث يدفع الطالب قسطًا قدره (150) دولار بالدفعة الأولى ثم يُقسَّط رسم التسجيل على بقية العام “.
وأضاف بالنسبة إلى الدوام أنه “سيكون فيزيائيًا موزعًا على ثلاثة أيام أسبوعيًا، إلا في حال صدور قرار من رئاسة الجامعة والانتقال إلى نظام التدريس عن بُعد، وبالنسبة إلى اختيار أيام الدوام فسيكون حسب رغبة الطلاب؛ لأن أغلبهم موظف فوُضِعت الأيام بحيث لا تتعارض مع دوامهم في وظائفهم”.
وُضعت مقررات الدراسة في السنة التمهيدية وفق منهجية محكمة تغني الطالب وتجعله على اطلاع واسع في اختصاصه وبطريقة يُلِّم بها بأحداث التاريخ الحديث، وهي كما وضَّحها لنا الدكتور (أحمد) كالتالي: “تاريخ المشرق العربي والمعاصر، وتاريخ المغرب، وتاريخ الدولة العثمانية، ومناهج البحث التاريخي، ودراسات تاريخية بلغة أجنبية”.
المواد المُقرَّرة ستوزع بين دكاترة ذوي مستوى علمي ومعرفي عالٍ ومتمكنة هم: “أ.د. م عدنان مامو، أ.د. م سهام هنداوي، د. جميل الحجي، د. أسامة النجار”
صحيفة حبر التقت الدكتورة (سهام هنداوي) للتعرف أكثر على طبيعة المواد التي ستدرسها وأهمية الفترة التي تدرسها تلك المواد وما تشكله من ركيزة أساسية للتاريخ الحديث حيث قالت: “المواد التي سأدرِّسها هي تاريخ المشرق العربي لكل من بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية في فترة الحديث والمعاصر”.
أما عن أهمية الفترة فأوضحت أنها “تنبع من أهمية دراسة التاريخ بكل مراحله، لما له من دور في التوعية وفهم الماضي والحفاظ على الهوية والرسالة الإنسانية في الاستمرارية والبناء، ودراسة التاريخ الحديث والمعاصر مهمة جدًا؛ لأنها الأقرب إلى الفترة الزمنية التي نحياها الآن”.
مضيفةً أن “ما نعيشه الآن ما هو إلا نتاج لأحداث تاريخية سبقت وصراعات نشبت؛ وأفكار نبتت، وهذا بالتأكيد يوضح لنا حقيقة ما يجري الآن في العالم من حولنا ويساعد على أخذ الدروس كيلا نعيد أخطاء ارتكبها من سبق أو حتى أخذ العبر في النهضة من جيدة، إذ إن البداية ممكنة في كل وقت، والمهم هو الفهم والمبادرة والصبر وعدم التعجل في النتائج، فما نحياه الآن لا يعدُّ في مقياس الزمن إلا الشيء البسيط، وهذا يعني أن دراسة التاريخ تعلمنا الصبر والثقة بأن التغير قادم وحاصل لأن هذه سنة الله في خلقه للزمن، وبالتالي فهذه سنة التاريخ.”
وللدكتور (سهام) خطة مميزة وفريدة من نوعها في طريقة طرح المواد، حيث قالت لنا إنها ستعتمد على التنوع في طرح أنواع الكتب والمصادر المعدة لدراسة المادتين، وسيكون أسلوبها اعتماد الوظائف بشكل أساسي أضافة إلى تكليف الطالب بمهام، وقد اشارت إلى أن ” الوظائف ليست عادية بمعنى الكلمة، بل هي وظائف تعتمد على التحليل للمصادر والمراجع المطروحة، وغاية ذلك أن يكون الطالب قادر في المستقبل على انتقاء المصادر والمراجع التاريخية وتمييز الغث من الثمين، وكيفية نقدها وأخذ أفضل ما فيها ليستخدمها الطالب في أبحاثه المستقبلية”.
1 تعليق
صلاح هنداوي
بالتوفيق ان شاء الله خطوة جيدة
وكلمات طيبة دكتورة سهام هنداوي
لابد من ربط الحاضر بالماضي حتى نعلم ونخطط للمستقبل