د. وائل الشيخ أمين |
سألني أحد الأخوة الأكارم عن ردي على الكلام التالي : “بعد اختفاء رجال الدِّين وغلق دور العبادة لمدة أسبوع، ما الذي خسره العالم؟!
الإجابة: ” لا شيء”
فسألني سؤالاً آخر: “لنتخيل الآن اختفاء الأطباء وغلق المستشفيات لمدة أسبوع، ما الذي سيحدث؟!”
فكان جوابي مُلخَّصًا في النقاط التالية:
1_ نحن نؤمن بأن المركزية يجب أن تكون للآخرة، وإنها مقياس الربح والخسارة، فالرابح من دخل الجنة والخاسر من دخل النار، وليس الدِّين مذهبًا فلسفيًا دنيويًا يحاكم إلى ما نرى من نتائجه في الدنيا.
2_ إن الذي أمر أن تُفتَح المساجد ويُعبَد فيها الله هو ذاته الذي أمر أن نمكث في بيوتنا عندما يقع الطاعون (الوباء)، فالدِّين اليوم لم ينقص حتى نقول ماذا خسر العالم بنقص الدِّين، بل لا شك أن التزام الناس بالدِّين قد زاد كما هو حال البشر عندما ينزل بهم بلاء عظيم.
3_ إن دين الله لا ينحصر في المساجد، بل المساجد هي التي تربي عباده لينفعوا غيرهم فيصلحوا في الأرض ولا يفسدوا فيها، والذي لا يرى اليوم المشكلة الأخلاقية في عالمنا أعمى.
4_ مقابلة المساجد بالمشافي فاسدة لا يقول بها عاقل، فالمساجد تعلم المسلمين أن من أعظم مقاصد الشريعة حفظ النفس، والمشافي وسيلة لحفظ النفس، فالطب وسيلة لتحقيق مقاصد الدين، وليس الدين والطب أمرين متقابلين.
5 _ باختصار: إن الدِّين الذي أمر ببناء المساجد، لا يقبل بأن يزدحم الناس فيها اليوم، ولا يقبل بإغلاق المشافي، بل لا يقبل بأي تقصير فيها، ومن فهم الدِّين على غير ذلك فالعيب في فهمه وعقله لا في الدِّين.
لم يخسر العالم عندما أغلق المساجد كما يأمر الدِّين، بل خسر كثيرًا جدًا عندما أقصى الدِّين عن الحياة.
فالمشافي والجامعات والاقتصاد اليوم لم ينقذوا الآلاف الذين يموتون في إفريقيا كل يوم من الجوع، ولا ينقذهم إلا حضور الدِّين في الحياة.
ولم يوقفوا البراميل التي تسقط على رؤوس الناس في سورية، ولا يوقفها إلا حضور الدِّين في الحياة.
ولم يوقفوا الشذوذ الجنسي، وأكل القاذورات التي تُسبِّب هذه الأوبئة ولا يوقفها إلا حضور الدِّين في الحياة.
هذا ما خسره العالم عندما ترك الدين.