نقلت العديد من الصحف حديث رئيس الوزراء الصهيوني ” نتنياهو ” ، عن أهمية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، حيث أكد نتنياهو ذلك قائلاً: “من المهم للغاية أن تبقى السعودية مستقرة بهدف المحافظة على استقرار المنطقة والعالم ككل” ، وقد أوردت العديد من الصحف أن نتنياهو طلب من الرئيس الأمريكي ترامب الحفاظ على ابن سلمان “
نتنياهو ومن خلفه دولته الصهيونية تسعى دائماً لاستثمار كل مشاكل زعماء المنطقة لصالحها، وذلك من أجل كسب مزيد المصالح التي تثبت تفوق الصهاينة، و تبقي القيادات الوظيفية في حاجتها، فالصهيوني يريد أن يستفيد من هذه الورطة التي تورط بها ابن سلمان على كافة الأصعدة.
أولاً على الصعيد الفلسطيني، فبكل تأكيد وجود بن سلمان مهم لنتنياهو، فابن سلمان داعم رئيس لصفقة القرن لأن ابن سلمان يمتلك تأثيراً كبيراً على السلطة الفلسطينية، الصفقة التي يتم التحضير لها منذ فترة طويلة، والتي يسعى الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب ” لتمريرها على حساب الفلسطينيين.
ثانياً على الصعيد التركي، فنتنياهو يحاول أن يرفع مستوى العداء بين الدولتين الرائدتين للدول “الإسلامية” على المستويين العسكري والاقتصادي ، فعلى المستوى العسكري ليدفع بالسعودية إلى مزيد من الدعم للأكراد الانفصاليين “أعداء تركيا ” في شمال سورية، وأما على المستوى الاقتصادي ليدفع بالسعودية لسحب أرصدتها وأموالها من السوق التركية، وكل ذلك لإضعاف تركيا المتمردة على أمريكا ومن خلفها الصهاينة.
أما الصعيد الآخر الذي يسعى نتنياهو للاستفادة من ابن سلمان فيه فهو الجبهة الإيرانية، وذلك من خلال زيادة حدة الاستقطاب بين السعودي والإيراني، وذلك من خلال دفع السعودي نحو مزيد من التصعيد، أو لِمَ لا ربما عمل “جنوني ” .
وعلى صعيد آخر و كما صرّح دائما الرئيس الأمريكي “ترامب” بضرورة دفع حلفائه الخليجيين مزيد من الأموال ، وذلك لقاء الحماية التي تقدمها لهم حليفتهم أمريكا، فسيسعى ترامب كعادته، وبما أنه رجل اقتصادي؛ لانتهاز هذا العمل لصالح خزانة دولته، وذلك من خلال حلبِ محمد بن سلمان ، وليدفع المزيد من المليارات وذلك من أجل التغطية على جريمته الشنيعة.
وما تزال الصفقات تعقد في دهاليز السياسة وخلف الكواليس في هذه القضية، ننتظر جميعاً المشهد الختامي الذي سيخرج للعلن عن الطريقة التي تمت بها تصفية خاشقجي، ومن هم أكباش الفداء لابن سلمان، وهل تصريحات نتنياهو عن أهمية ابن سلمان في مواجهة إيران هي لدفعه نحو عمل ما ضد إيراني ليتخلص من تبعات جريمته، وليُظهر أهميته لإستراتيجية ترامب في مواجهة إيران؟ كل هذه الأسئلة وأكثر ننتظر الإجابة عنها في الأيام القادمة.