حسن أسعد |
هي عاصمة الحقد التاريخي على الإسلام والمسلمين، التي انطلقت منها أشد حملات العداء للإسلام، وأقسى وأقذر حملات تشويهه والتنكيل باتباعه أينما كانوا، منها انطلقت حملات الإبادة الجماعية والتنصير وتزييف الحقائق وتشويهها.
باريس يا سادة، لمن لا يعرف، كل عطورها لم تستطع أن تطغى على روائح أخطر محفل ماسوني عالمي فيها، لم تستطع أن تذهب بروائح البغضاء والغيرة النتنة المعششة تحت برج إيفيل الذي بُني غيرة من أهرامات مصر وبعشرة آلاف طن من الحديد المنهوب من مناجم (زوار) الجزائرية.
باريس رُفعت فيها راية الكراهية للإسلام منذ معركة (بواتيه) إلى يومنا الحاضر، إنها فرنسا التي جددت حملات الحروب الصليبية وقادت حملتين بنفسها وعلى نفقتها (السابعة والثامنة)، وأسميت باسم (حروب الفرنجة) نسبة إليهم، في الأولى أسر لويس التاسع بمصر، وفي الأخرى توجَّه نحو تونس إلا أنه ولَّى هاربًا حاملاً معه بذور حقده مُخلفًا آلاف القتلى من جنوده، لتعود حملات حقده بوجه آخر في حملتي نابليون المعروفتين.
إنها فرنسا التي قتلت أكثر من ٢٥ مليون مسلم في مستعمراتها منهم 7 مليون من الجزائريين التي جعلت من بلادهم حقلاً لتجاربها النووية، وهنا نذكر أنها التي بنت أول مفاعل نووي إسرائيلي عام ١٩٥٦ بعد ثماني سنوات على اغتصاب فلسطين.
فرنسا كانت طرفًا في اتفاقية (سايكس بيكو) الشهيرة التي مزقت منطقتنا العربية الى دويلات، وعززت حكم الأقليات العرقية والطائفية المرتبطة معها.
فرنسا لمن لا يعرف، وبعد أن عجزت عسكريًا عن فرض سيطرتها، درّبت وجهزت جيشًا من المفكرين والعلماء والمستشرقين والإعلاميين ورجال الدين الذين لاهمَّ لهم اليوم إلا التماهي مع الغرب، جيش أوله (طه حسين) وآخره لن يكون (محمود حبش).
فرنسا تملك أكبر احتياطي ذهب في العالم، ولا يوجد على أراضيها أي منجم لهذا المعدن!
فرنسا قال عنها (لاغوست) يوم أعدّ احتفالًا ضخمًا بمناسبة مرور مئة عام على احتلال الجزائر الذي درَّب لافتتاحه ١١ فتاة جزائرية، وفي الافتتاح أسقط بيده وبأيدي الفرنسيين عندما ظهرنَ بكامل أناقة وحشمة الزيّ الجزائري الإسلامي، الأمر الذي جعله عرضت لانتقادات لاذعة من قبل الإعلام والمفكرين وقادة الأحزاب، انتقادات ردَّ عليها بجملته الشهيرة: “وماذا أفعل إذا كان القرآن أقوى من فرنسا!”
هذه حقيقة فرنسا التاريخية التي يرفض المنافقون منَّا قبل الحاقدين منهم الاعتراف بها، طبعًا ولن يكون (ماكرون) آخر بذور لويس التاسع في قائمة العداء الحضاري والتاريخي للإسلام والمسلمين، هذه القائمة التي كلما أوغلت في حقدها اتسعت مسيرة الإسلام أفقيًا وعموديًا وبين ظهرانيهم، وهنا يكمن السر في أزمة الإسلام التي تخشون يا سيد ماكرون (الإسلام أقوى من فرنسا).