بإمكانيات مادية قليلة افتتح مركز “واعتـصمـوا” للعلاج الطبيعي والفيزيائي في مدينة أريحا الذي يغطي بخدماته أرياف ومدن المناطق المجاورة، ويتعامل مع جميع الحالات المرضية والإصابات الحربية. المركز توسع بعد أن تبرع عدة أشخاص بمبالغ مالية لـتحسينه، بالإضافة إلى دعم جمعية “واعتـصموا” الخيرية فـتمت تدفئته وتحديث المعدات وتوسيع الكادر الطبي.
” نبيـل العضـم” مدير المركز والطبيب المعالج تحدث لصحيفة حبر عمَّا يحتويه المركز وعن الكادر الموجود: ” يتكون المركز من غرفتين بأسـرة لـعلاج المرضى بأجهزة الأشعة تحت الحمراء والتنبيه والأمواج فوق الصوتية، وغرفة لأجهزة مختلفة كـجهاز شـد قطني وطاولة وقوف ورجـاج للظهر وجهاز تمرين الخصر وجهازين لتحريك المرفق والرسغ وسلم لتمرين الأصابع، وغرفة الشبك لأغلب حالات الشلل، بالإضافة إلى ـصالة التدريبات الحركية التي تحتوي على بساط مشي كهربائي ومتوازٍ ودراجات مختلفة تناسب جميع الحالات المرضية.
ويتألف الكادر الطبي المعالج من معالجين وفنيين مساعدين واستعلامات ومستخدم، ويوجد في قسم النساء أربع معالجات، ولدينا مجموعة للاحتياط في حال وُسع عمل المركز، وهؤلاء المعالجات ومجموعة الاحتياط خضعن لدورة تدريبية مدتها ثلاثة أشهر وتم اختيارهن من بين أربعين متدربة للعمل بالمركز بعد تجاوزهن جميع الاختبارات، وفي حال تحسنت إمكانيات المركز سنضم إلى الكادر مرشدا نفسيا”.
وعن كيفية تشخيص حالة المرضى لبدء العلاج بالمركز والصعوبات، يقول العضم: “في مدينة أريحا طبيبين اختصاص عصبية، وثلاثة جراحة عظمية، هؤلاء الأطباء يحيلون المرضى إلى المركز لبدء العلاج الفيزيائي، وبالمقابل من يأتي إلينا بحاجة إلى استشارة طبية نحيله إلى الطبيب المختص المناسب قبل البدء بعلاجه. نواجه صعوبة مع مرضى الشلل، وأمراض لها علاقة بالخدر الشقي، والأذية بالدماغ المسببة لـشلل رباعي، وخدر بالطرفين الأيمن والأيسر، ومن أكثر الأمراض التي تحتاج إلى وقت طويل لتتعافى شلل الأطفال، ومن لديهم قطع بالوتر وبحاجة إلى تهيئة عضلية سواء سيتم إجراء عمل جراحي لهم أم لا.”
الكثير من المرضى أبدوا لنا خلال زيارتنا للمركز ارتياحهم للعلاج وتفاعلهم مع الكادر، فـأحبوا العمل مع تنفيذ التعليمات الموجهة لهم فحصدوا نتائج تعبهم.
ألتقينا “أم عبدو” التي تصطحب ابنتها الصغرى فاطمة ذات العشر سنوات التي تتعالج منذ عام وقد شهدت تحسناً لحالتها، إذ تعاني منذ ولادتها من شلل دماغ سفلي أدى إلى قصور وتر عضلي في الورك منعها من المشي عدة سنوات حاولت خلالها أمها علاجها في دمشق قبل الثورة لكن أطباء زرعوا اليأس لديها وقالوا: “لا أمل من علاجها سـتموت عندما تكبر” لكن “أم عبدو ” تحدَّت كل هذه الأقاويل وبدأت بعلاج فلذة كبدها، وهي سعيدة بما تحصده حاليا ابنتها فاطمة التي تخضع للعلاج بالأشعة فوق الحمراء والأمواج الصوتية ومساج يدوي وتمارين على عدة أجهزة كـبساط المشي والدراجة، وهي الآن تمشي بجانب والدتها دون مساعدة بعد خضوعها لمدة عام للعلاج الفيزيائي بالمركز.
وعن الغاية من إنشاء المركز يوضح العضم: “الغاية من إنشاء مركز (واعتـصموا) توفير خدمات علاجية لجميع المرضى في المناطق المحيطة، لكننا نحتاج إلى دعم مادي لأجور كادرنا المعالج بحيث يناسب وضع المعيشة، رغم عدم انقطاع تمويل الجمعية الزهيد. عملـنا مستمر ونفتخر بكل مريض شُفي وحفز باقي المرضى للاستمرار بالعالج حتى الشفاء. “
يقول العضم ملخصاً دور الطبيب والمركز مع المرضى بشكل عام: “دور الطبيب هو دعم حالة المريض النفسية، ما ينعكس على صحته الجسدية بالنفع ليخرج من المركز سليماً معافى، ونحن في المركز نتحمل العبء مع المريض حتى يشفى، ونضعه بصورة وضعه والوقت الذي يحتاجه بوضوح حتى نصل معه إلى مرحلة الشفاء، ونتعاون مع الأطفال بمرح ورعاية.
من علامات نجاح المركز إحالة مريض من طبيب بمناطق النظام للعلاج بالمركز، المريض كان يعاني من فتق في الرقبة ويحتاج إلى جراحة، لكن بعد ست جلسات شُفي بفضل الله.”
رسـالة يوجهها كل مريض بعد شفائه: “شـفيت وأتمنى لكم الشفاء.