تشتهر مناطق ريف حماة بالمساحات الزراعية الواسعة، لكن الزراعة هذا العام شهدت تراجعًا ملحوظًا، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر المستلزمات الزراعية وارتفاع تكاليف الري وعدم تصريف المنتجات نتيجة إغلاق المعابر بريف حماة، مما أثر سلبًا على المزارعين.
يعدُّ معبر مورك وقلعة المضيق من أهم المعابر بين مناطق سيطرة المعارضة والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام في محافظة حماة، إذ تعبر عشرات الشاحنات يومياً من مناطق المعارضة إلى مناطق النظام وبالعكس، في حين تسيطر هيئة تحرير الشام على مدينة مورك وتعد موردًا مالياً رئيسًا لها، إذ تتبادل التجارة مع قوات النظام.
المزارعون يعزون تراجع قطاع الإنتاج الزراعي إلى عدة أسباب أبرزها هي غياب الأمن وامتداد المعارك على مساحات واسعة، إضافة إلى تكاليف الزراعة المرتفعة وعدم وجود أسواق تستوعب الكميات الكبيرة من المحاصيل.
صحيفة حبر التقت المهندس (أنس أبو طربوش) للاستفسار عن الموضوع الذي حدثنا بقوله: “إن الواقع الزراعي من أهم المشاكل والمصاعب التي تواجه المزارعين في سهل الغاب، فالمشكلة الأولى بالنسبة إلى المزارع عدم وجود سوق لتصريف البضائع، حيث إن المعابر مغلقة ولا يوجد تصريف، والبيع محصور في المناطق المحررة، ولو فُتحت المعابر لأصبح حال الفلاحين أفضل، فهم يواجهون حالياً خسائر فادحة بالنسبة إلى المزروعات الصيفية (فليفلة، باذنجان، بندورة، خيار ..) بسبب عدم وجود سوق للتصريف إضافة إلى احتكار التجار.”
وحول الأدوية والمبيدات الحشرية يضيف (أبو طربوش): “إن الأدوية والمبيدات الحشرية جودتها سيئة، يُركِّبها أخصائيون زراعيون بأنفسهم، فعلى سبيل المثال نأخذ مادتين فعالتين من علبتي دواء، ومن ثم نضاعف كمية الدواء ليكون أكثر فاعليّة، لكن تواجهنا مشكلة أننا نأتي بالدواء من الصيدلية الزراعية على ضمان أن تكون جودته عالية ونوعه جيد، لكننا نتفاجأ أن مفعوله ضعيف ونوعه سيئة.”
وأضاف طربوش: “أخطر مشكلة تواجه الفلاحين مشكلة الذبابة البيضاء، حيث إنها تقضي على الموسم نهائياً، بالإضافة إلى انتشار الدودة القارضة الأميركية (توتب سوليتا)، التي حاول المزارعون مكافحتها باستخدام المبيدات الحشرية الكيماوية، لكن دون جدوى”.
الزراعة أصبحت عبئًا كبيرًا على الفلاحين الذين تحول معظمهم إلى زراعة أراضي لا تتجاوز عشرات الأمتار لزراعة ما يستهلكونه بشكل يومي من الخضار الموسمية كيلا يتعرضوا لاستغلال الحواجز والشبيحة المتعاملين مع تجار السوق السوداء في بيع الأسمدة والمازوت الذي يعتمدون عليه باستجرار المياه.
قرى كاملة ككفر زيتا واللطامنة والمبعوجة تحولت إلى أراض سوداء لا بشر فيها ولا شجر بفعل همجية النظام وحرقه الأراضي والتضييق المتعمد وقطع أرزاق كل من قد يقف بوجهه معارضاً.
الجدير بالذّكر أن قوات الأسد أغلقت معبر قلعة المضيق غربي حماة، ومعبر مورك شمالي حماة في الثاني عشر من شهر آب الفائت، دون الإفصاح عن الأسباب التي أدت إلى إغلاقهما، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في المواد المستوردة من مناطق سيطرة النظام، وانخفاض أسعار المواد التي كانت تُصدَّر إلى مناطق النظام.