“يا قوم لا تتكلموا .. إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا .. ما فاز إلا النّوّم”
كان الشاعر العراقي معروف الرصافي يقول هذه الأبيات مقرِّعاً ومستنهضاً عزائم الشباب العربي، التي فترت عن ساحات الجهاد، فقد عظُم الخطب وعزّ المطلب، في ظل احتلال غاشم يجثم على صدر الأرض العربية وقتذاك، ولم يكن يدري الشاعر أن كلامه سيصيب كبد الحقيقة في ظل حكومات مستبدة تسلطت على الشعوب العربية وفاقت الاستعمار بإجرامه وظلمه.
أدخلت الصور التي عرضتها الفضائيات عن القمة العربية الأخيرة في الأردن، السرور إلى قلوب معظم المتابعين من هذه الشعوب، فأن تجدّ الحكام العرب نائمين ومتعثرين يعد أمراً مفرحاً، فهذا يعني أن الشرّ والظلم نائم، وليس هناك مكائد جديدة تحاك لشعوب تلك البلدان.
صار النوم فوزاً ..، ربما قد لا نستغرب ذلك، وقد دُمرت البلاد فوق رؤوس أهلها، فعلامَ يستيقظ رئيس اليمن، ولم يبق من بلاده إلا أطلال سبأ بعد انهيار السدّ العظيم، وعلامَ يستيقظ صبي الكويت وقد أحال العراق أثراً بعد عين، عندما عبرت من بلاده كلّ الاحتلالات إلى أرض الرشيد، وكيف لا يتعثر سجان لبنان، وقد أدخل شعبه كلّه إلى الإسطبل الإيراني، وكيف تنجح قمة لم يعد لها ما تعقد من أجله.
قمة البحر الميت، أمات الله من فيها، فربما يبقى لنا ما نعمل من أجله إذا تحققت تلك الأمنية.
وكما قال إبراهيم طوقان يوماً:
“في يدينا بقية من بلادٍ فاستريحوا كيلا تطير البقية”!!
المدير العام | أحمد وديع العبسي